بين تحقيق إنتصاراتٍ وخسارة قلوبٍ…وقف تقَلك!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
من المؤكد أن تحقيق الانتصارات في الحياة يتطلب استراتيجية وجهدًا مستمراً حيث يمكن أن يشمل ذلك تحديد الأهداف ووضع الخطط، والتنفيذ بتصميم وتنظيم. ومن المقومات الرئيسية لتحقيق الانتصارات الالتزام والصبر والتكيف مع التغييرات، والتعلم من أخطاء من سبقنا بالطبع! لانها “لو دامت لغيرنا ما آلت الينا ” ولتحقيق الانتصارات والمكاسب يجب تحديد الأهداف الواضحة وحساب الربح والخسارة ، وقد يكون الربح في تسجيل إنتصارات على الغير غير موازٍ لخسارة محبة الناس والحاجة الى دعمهم . لذا وجب أن تكون المكاسب ذكية ومحقة ومتوافقة مع الوقت مع مراعاة مشاعر من حولنا والجدول الزمني للتنفيذ دون تسرع بصبر وتصميم دون إستفزاز.
يقول الامام الشافعي”لا تحاول أن تنتصر في كل خلاف فإنّ كسب القلوب أولى من كسب المواقف” وخسارة القلوب بدل كسبها قد تحدث نتيجة لقرارات متسرعة يتخذها الانسان خاصة اذا كان في موقف القوي الذي يستضعف من هو أضعف منه ، ودوره هنا أن يُعلم لا أن يُعاقب! ومن الجوانب المهمة لتجنب خسارة كسب القلوب هي الاستماع بعناية للناس وبناء الثقة والاحترام ، لإن الاستماع الفعال والتواصل الصادق يمثلان العناصر الأساسية لعدم حدوث شرخ بين الاصدقاء ، خاصة إذا كان هذا التفاعل مبنيًا على الاحترام والتفاهم، مع التركيز على بناء علاقات طويلة الأمد بدلاً من “مكاسب خاسرة”. فالتعلم من تجارب الاشخاص الفاشلة التي أنهت مسيرتهم والتحسين المستمر في التفاعل وعدم زيادة الاعداء من حولنا تساعد في تجنب الخسارة.
وفي الحياة فأن فوزك في تسجيل مواقف “لا تقدم ولا تؤخر” على حساب أشخاص تحبهم الناس سوف يجعلك في موقع الشخص المكروه في نظرهم لذا من الضروري أن تضع حدوداً لطموحك , وأن تسعى لتحقيق المستطاع منها ، لأن نجاحك على حساب الاخرين هو في كثير من الاوقات خسارة لك ،خاصة إذا كان يؤذي سمعة أشخاص يحبهم الناس ويتعاطفون معهم نظراً لخدماتهم الاجتماعية لسنوات طويلة ، وعندها يصبح إنجازك غير مستحسنٍ بل مستفزٍ ومكروهٍ في بيئتك الضيقة ، وتكون قد حققت مكاسب معنوية بالمقابل فأنك تخسر محبة الناس ، وهذا ما يحصل من حولنا!
نقولا أبو فيصل