كتب نقولا أبو فيصل “بين مواطن يتلهى بالسياسةومواطن يبني أمجاداً لوطنه!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
في تحليل لشخصية المواطن اللبناني الذي يتلهى بالسياسة سواء كانت هواية أو تسلية، فأن ذلك مضيعة للوقت وانشغالٌ بالجوانب السطحية والمؤقتة من خلال السعي في المجالس الخاصة والعامة لتلميع صورة زعيمه بين الناس ، على الرغم من عدم اقتناعه بذلك في سر نفسه . والمواطن الذي يلهو بالسياسة الداخلية غير المجدية يشغل نفسه عبثاً بالصراعات السياسية الصغيرة والمشاحنات اليومية دون أن يركز على الجوانب الأساسية والبناءة للسياسة الوطنية. بينما المواطن الذي يعمل على بناء أمجاد لوطنه في لبنان او في دول الانتشار حول العالم نراه دوماً صاحب شخصية ريادية يسعى جاهداً لتطوير قدارته للمشاركة الفعّالة في بناء الوطن وتحقيق التقدم. كما يمكن استكشاف الآثار المترتبة نتيجة لهذين السلوكين في مجتمعه وكيفية تأثيرهما على التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في البلاد .
وفي تحليل للفوارق بين سلوك المواطن الذي يتلهى بالسياسة ، وبين الذي يعمل لبناء الوطن ، فأن ذلك يبدو واضحاً من خلال التطوير في مجالات التعليم والثقافة والصناعة والزراعة والتكنولوجيا للبلاد. وهنا يظهر تأثير هذه العوامل على مشاركة المواطن في العمل السياسي والاجتماعي وتعزيز الوعي المجتمعي والمسؤولية لدى الناس لتعزيز الانخراط الفعّال في بناء الوطن . في المقابل، فأن المواطن المنتشر حول العالم قد بنى بالفعل أمجاداً لوطنه وساهمت جهوده في تعزيز صورة الوطن عالميًا، سواء عبر العمل في المجال الدولي والترويج للثقافة والتاريخ الوطني، بما في ذلك الصحة والتعليم والبيئة والإغاثة الإنسانية. على أن الأمجاد التي بناها شباب الانتشار اللبناني في الخارج يمكن أن تتجلى في نجاحات كبيرة وإنجازات عظيمة في الاعمال الخاصة من مؤسسات تجارية وصناعية ومشاريع عمرانية وزراعية ضخمة رفعت اسم الوطن الصغير في حجمه والكبير في طموح ابنائه في كل بقاع الارض ،
وتعددت نجاحات المواطن المغترب وتنوعت بين التكنولوجيا من خلال ابتكارات واختراعات ساهمت في تقدم البشرية وتحقيق انتصارات علمية سلطت الاضواء على لبنان وعززت من مكانته في المجتمع الدولي، وصولاً الى الثقافة والفنون حيث أن تحقيق إنجازات بارزة في الأدب والموسيقى والسينما والفن عبّرت عن الهوية الوطنية وشكلت رمزًا للفخر الوطني. والى الرياضة حيث تحققت نجاحات من خلال الفوز بالبطولات الدولية وتحطيم الأرقام القياسية العالمية التي عززت ايضاً من مكانة لبنان في عالم الرياضة. الى المطبخ اللبناني الذي لا يزال يغزو العالم بشهرته وطيب مذاقه ، ترافقه الصناعات الغذائية اللبنانية بجودتها العالمية والتي تعتبر مصدر دخل ممتاز بالعملة الصعبة للبنان وحبذا لو يخفف المواطن اللبناني من النق !
نقولا أبو فيصل