كتب نقولا أبو فيصل “بين أم تزرع الحب وأم تزرع التفرقة وعيد الامهات”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
كل شخص في رحلته الأرضية يختار كيف يريد أن يعيش حياته وكيف يكون مؤثراً في حياة من حوله، وبالفعل يزرع بعض الأشخاص الحب والتلاحم بين أفراد عائلاتهم وأبناء مجتمعهم ، في حين يزرع آخرون التفرقة والانقسام في داخلها ! وزارع الحب يعمل على تعزيز التواصل بين الناس وتقبل الآخرين كما هم وتقديم المساعدة والدعم لهم في الأوقات الصعبة مما يساهم في تعزيز السلام والوئام في المجتمع، كما يستطيع زارع الحب من خلال عمله من تعزيز الاندماج والتعايش السلمي بين الثقافات والأعراق، والمساهمة في بناء علاقات إيجابية قوية ومستدامة بين الناس
أما زارع التفرقة فأن عمله يكون على شكل تفريق الناس عن بعضهم بناءً على عوامل خارجة عن إرادتهم مثل العرق أو الدين، وربما إشاعة الأفكار السلبية التي تؤدي إلى تفاقم الانقسامات بين الناس . كما يمكن أن يؤدي عمله إلى تشويه العلاقات وتدمير الثقة بين الأفراد وصولاً الى زيادة الصراعات والتوترات في المجتمعات وتفريق افرادها . والملاحظ بوضوح أن زارع التفرقة يسعى لنشر الخلافات بين أفراد المجتمع والتسويق للخلافات بالاستمرار في تغذيتها. ومن الأهمية بمكان أن نكون حذرين وعلى درجة عالية من الوعي لمواجهة ومعالجة أي تصرفات لزرع التفرقة من خلال تشجيع التفاعل الإيجابي بين الناس.
يصادف اليوم عيد الامهات في بلاد الاغتراب واذا كان من وصية أم لابنائها في يوم عيدها هي”أن لا يقعوا في فخ الإبتسامات الكاذبة ، وأن لا يكونوا ضحايا الأقنعة المزيفة فليس كل من يبتسم لهم هو شخص طيب ، وليس كل من يلتقوا به هو صديق ، وليس كل من يدعي المحبة هو محب، فالحب يحتاج لإثباتات وبراهين لا كليشيات كاذبة ، صلاة امي لاجل سلامتنا أكاد لا أنساها وهي طلب “ابعاد اولاد الحرام عن اولادها “وكلما ابتعد شخص عن طريقنا كنا ولا نزال نتذكر صلاتها، طلبات امي منا كانت عدم تصديق الظاهر! والبحث دوماً في المجهول وفي الخبايا . رحمك الله يا أمي ماذا عساني أقول لك في يوم عيدك ، كفانا كذباً على أنفسنا ، وعسى أن يعلم البعض أهمية وجود الام في الحياة سواء كان طفلاً او رجلاً ، تحية لروحك أمي في يوم عيدك…
نقولا ابو فيصل
