كتب نقولا أبو فيصل بين الحياة في مجتمع صحيح أو خارجه..بلا نق !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يقول الكاتب الفرنسي سيمون دو بوفوار “لا يمكنك أن تعيش حياة صحيحة في مجتمع غير صحيح” ويعكس هذا الاقتباس فكرة أن البيئة والمجتمع يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على حياة الفرد وسلوكه. وحسب رأيي هناك فرق كبير بين الحياة في مجتمع صحيح والحياة خارجه. ففي المجتمع الصحيح، قد تجد الدعم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، بينما خارجه فأنك سوف تواجه التحديات والصعوبات وحيداً . وفي المجتمع الصحيح، عادة ما تكون هناك شبكة دعم اجتماعي قوية تشمل العائلة والأصدقاء والجيران. كما يمكن أن يؤدي هذا الدعم إلى شعور بالانتماء والأمان في التعامل مع التحديات اليومية. وفي هذا السياق، يمكن تفسير “المجتمع الصحيح على أنه مجتمع يتبنى القيم والمبادئ التي تعزز النمو الشخصي والسلامة والعدالة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هناك فرص اقتصادية وتعليمية في المجتمعات الصحيحة، مما يمكن أن يسهم في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية. أما في المجتمعات غير الصحيحة فقد ينتشر الفقر، والظلم، والفساد، والانقسامات الاجتماعية، وهذه العوامل قد تعيق الأفراد عن تحقيق إمكاناتهم الكاملة وعيش حياة مُرضية. وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك نقص في الفرص التعليمية والوظيفية في المجتمع، فأنه من الصعب على الأفراد تطوير مهاراتهم وتحقيق أهدافهم. إلى ذلك ، قد يؤثر المجتمع الغير الصحيح على السلوكيات والمعتقدات الفردية، حيث يمكن أن ينعكس الظلم والفساد في السلوك الفردي مثل الانحراف والفساد .لذا فأن البيئة الاجتماعية والثقافية للفرد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدى قدرته على العيش بحياة صحيحة.
من ناحية أخرى قد يكون الفرد أكثر حرية واستقلالية في العيش خارج مجتمعه، ولكنه سوف يفتقر إلى الدعم الاجتماعي والموارد التي يمكن أن تكون متاحة في المجتمعات الصحيحة ، وقد يتطلب مهارات خاصة للبقاء والتكيف. وفي المجتمع اللبناني أرى تحديات كبيرة يعيشها المواطنون في الوقت الحالي بسبب الازمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لها تأثير كبير على جودة الحياة والقدرة على العيش بشكل صحيح ، وعلى الرغم من وجود جوانب إيجابية وسلبية مثل كل المجتمعات مثل التنوع الثقافي والتضامن الاجتماعي، الا أن المجتمع اللبناني يعتبر “صحيحًا” للعيش لكن نمط العيش يختلف من شخص لآخر بناءً على مداخيله السنوية وظروفه المعيشية.
نقولا أبو فيصل