الحرب أم التلويح بها؟
في الوقت الذي كان بايدن ينعي مهمة وزير خارجيته واضعا اللوم على “”حماس” كانت القوات الأميركية المتمركزة شمال شرق سوريا تتلقى معدات عسكرية جديدة إضافة الى أمور لوجستية. وفي الوقت نفسه كانت تجري تدريبات مشتركة مع : قوات سوريا الديموقراطية” (“قسد”) بالأسلحة الثقيلة والذخيرة الحية هي صورة ملبدة ضاعف من سوادها ما يتناقله الديبلوماسيون من أن وزير الدفاع الإسرائيلي يحمل توصية بضرورة بدء العمليات العسكرية قبل نهاية شهر آب الجاري. ويهمس هؤلاء قائلين: “إنها الأيام العشر الأخطر على لبنان.
في المقابل رفع حزب الله من درجة جهوزيته الى الحد الأقصى. ففي الوقت الذي أخلى مراكزه المعروفة عمد الى تبديل مواقع مسؤوليه الكبار إلى أماكن جديدة لا أحد يعرفها وهو في الوقت نفسه يستهدف مراكز الاستطلاع والرقابة لدى الجيش الإسرائيلي ويعمد الى البدء بإستخدام ما كان محظورا في السابق مثل صواريخ أرض – جو ولكن من الواضح أنه يحرص على عدم منح إسرائيل الذريعة التي تطلبها لبدء عدوانها. ووفق هذه الصورة هنالك من يبشره بأن الحرب على قاب قوسين من الحصول. وقد يكون هذا الإستنتاج منطقيا لكن اللعبة مع الإسرائيليين تكون أكثر مكرا وربما تتطلب أعصابا باردة لا بل فولاذية. فماذا لو كان المقصود التلويح بالحرب لا الإنزلاق في اتجاهها. فالجيش الإسرائيلي الذي أخذ دروسه من الحرب الصعبة في غزة. في حاجة الى فترة لا بأس بها من أجل إعادة الترميم والتحضير. ربما قد يندفع في اتجاه تنفيذ عمليات قصف شديدة القوة تعزز الإيحاء بأن الحرب البرية واقعة لا محال, وبحيث تؤدي ذروة القصف إلى انتزاع اتفاق سياسي كامل متكامل يلحظ ترتيبات جديدة وجدية في الجنوب. في هذه الحالة يكون التلويح بالحرب والمترافق مع رفع مستوى حماوة القصف الحاصل أكثر إنتاجا من الحرب المفتوحة التي تكون كلفتها عالية وغالب الظن غير مضمونة.
جوني منير /الجمهورية