كتب نقولا أبو فيصل “بين شياطين الجن …وشياطين السياسة اللبنانية”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
في المسيحية الشياطين هي كائنات روحية شريرة تسعى لإبعاد البشر عن الله وقيادتهم نحو الشر ويُعتقد أن الشياطين هي ملائكة سقطت بسبب التمرد على الله ويقودها إبليس الذي كان في الأصل ملاكاً لكنه تمرد على الله بسبب كبريائه . ويُشار إلى ذلك في الكتاب المقدس، (سفر الرؤيا 12:7-9) الذي يتحدث عن الحرب في السماء وسقوط الملائكة المتمردة ومن سماتها الشر والفتنة ومحاولتها إغواء البشر لارتكاب الخطيئة والانحراف عن الله ، كما تسعى لإغواء البشر عبر الوسوسة والتضليل عن الإيمان بالله وإغراقهم في الخطايا.وفي الكتاب المقدس نرى إشارات إلى محاولات الشيطان لتجربة يسوع المسيح نفسه (متى 4:1-11). ويُعتبر اللجوء إلى الله عبر الصلاة الربانية (الأبانا) وإستخدام الصليب والماء المقدس وأيقونات القديسين هي الاهم للحماية والتحصين من الشياطين.كذلك يستخدم الكهنة الماء المقدس والبخور خلال الطقوس لطرد الأرواح الشريرة (Exorcism).
في القرآن الكريم ، الجن هو من الكائنات غير المرئية التي خلقها الله من النار ، أما الشياطين فهم نوع من الجن تمردوا على الله واتبعوا إبليس زعيمهم الذي كان في الأصل جنياً ورفض السجود لآدم ، والذي يعتبر رمزاً للشر ومعارضاً لله ، ويحاول الشياطين حسب القرآن الكريم إغواء البشر وإبعادهم عن طاعة الله وإحداث الأذى للبشر، بما في ذلك الوسوسة ودفعهم لارتكاب المعاصي ، وللحماية منهم يُنصح بقراءة آيات من سورة الكرسي وسورة الفلق وسورة الناس .وفي الفولكلور العربي تعتبر الشياطين كائنات شريرة لها قدرات خارقة ، وتروي القصص الشعبية عن اختطافهم للبشر وإلحاق الأذى بهم ، ومن الأمثلة هناك “الغول”وهو مخلوق خرافي في الأساطير يوصف بأنه يعيش في الصحراء والأماكن النائية ويهاجم المسافرين تليه “العفاريت” وهي تعتبر أقوى من الجن العادي وتُتبع ممارسات عديدة للاحتياط منها مثل تجنب الأماكن المهجورة في الليل، واستخدام البخور لطرد الأرواح الشريرة وتلاوة الأدعية والأذكار.
أما شياطين السياسة اللبنانية فهم يواجهون اتهامات بالفساد والمحسوبية، مما يعرقل جهود الإصلاح ، وقد تسببوا بالكثير من الخراب بسبب فسادهم المستشري في المؤسسات الحكومية الذي يعتبر اولى مصائبهم ، كذلك فأن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة، تشمل انهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات البطالة والفقر. ويخلق التوازن الطائفي في لبنان توترات دائمة بين الطوائف ويعرقل تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية وتنفيذ الإصلاحات. كما يتأثر لبنان بشدة بالصراعات الإقليمية والتدخلات الخارجية التي تعقد المشهد السياسي وتزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار. كما أن مشكلة اللجوء السوري والفلسطيني غير الشرعي تضع ضغطًا هائلًا على البنية التحتية والامن الداخلي في البلاد مما يجعل الوضع اكثر تعقيداً ومن الصعب استمرار شياطين السياسة اللبنانية في الحكم والعمل لخراب بلادهم لصالح مشغليهم في الخارج .
نقولا أبو فيصل
