نقولا أبو فيصل يكتب”بين الصراحة والنفاق والحالة اللبنانية”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
الصراحة تعكس شجاعة الشخص في التعبير عن أفكاره وآرائه دون خوفٍ من ردود الفعل السلبية. وبالرغم من أن بعض الأشخاص قد يكرهون الصراحة إلا أن هذا يعكس الحقيقة والشفافية في التعامل مع الآخرين، وهو أمر قد يثير إحترامهم بالمدى الطويل . وفعلاً صدق الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه بقوله “أن يكرهك الناس لصراحتك خير لك من أن يحبونك لنفاقك” وهذا يعني أن الصدق والاستقامة أهم من الانطواء على الحقيقة أو التنافق من أجل كسب محبة الآخرين. والصدق في الاساس يكون بصدق القول والعمل ، وهو يعبر عن النزاهة والأمانة في التعبير عن الأفكار والمشاعر، وهو قيمة أساسية في بناء العلاقات الصحية والثقة بين الناس.
من ناحية أخرى، فأن النفاق يعّبر عن التظاهر بالصدق وتقديم صورة مغايرة عن الحقيقة بغرض تحقيق مصالح شخصية أو تضليل الآخرين ، ويمكن أن يؤدي إلى بناء علاقة غير سليمة ،حيث يتظاهر الشخص بشيء ليحظى بمحبة الآخرين دون أن يكون ذلك مطابقًا لما هو في الحقيقة. وقد يؤدي هذا النوع من العلاقات إلى عدم الثقة والتباعد بين الناس . لذا فأن العيش بصدق وصراحة يُسهم في بناء علاقة صحية ومستدامة مع الآخرين، بينما النفاق يؤدي إلى فقدان الثقة والاحترام على المدى الطويل. وإذا كان الصدق يعبر عن النزاهة والأمانة، فأن النفاق يدل على الخداع والمكر.ويكمن الفرق بينهما في النية والتصرفات حيث يسعى الصادق للتعبير عن الحقيقة بصدق وصراحة، بينما يسعى المنافق لإخفائها وتضليل الآخرين.
يقول الإمام علي بن أبي طالب أن “الصراحة خيرٌ من الكذب، ولو كان الكذبُ نجاةً.” وأنا لا أندم على صراحتي مع الآخرين فالعيش في وجهين هو أمر مقرف حقاً ،والامر ليس مكلفاً فإسعاد قلوب الناس من حولنا لا يحتاج لكلمات جميلة بقدر حاجتنا الى أن نكون صادقين في ما نقوله لهم ، وفي المجتمع اللبناني صار النفاق هو الخبز اليومي للشعب وأهل السياسة وممثلي المحاور الاقليمية والدولية ، والكل بات يكذب على الكل علناً ، في السلم والحرب وفي التمثيليات الهزلية بالحرب الاقليمية التي أضحكت الاطفال الشهر الفائت. نعم لا يمكنني أن أصمت عما يجري وكأن شيئا لم يحدث، وليس بوسعي ألا أن أكتب عن لبنان وكأن كل شيء لم يحدث ، وليس بوسعي أن أبقى دون أن أغضب أو أن لا أبدي استيائي ، الا تعتقدون ايها اللبنانيون أنه كفانا كذباً على بعضنا بعضاً، وكفانا كلاماً مليئاً بالنفاق التافه من حكام لا يعرفون الله !
نقولا أبو فيصل
