كتب نقولا أبو فيصل “بين الرفض والقبول وقوة النعم واللا” !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
“النعم واللا “ أو ما يعرف بالرفض والقبول، تعتبران من أهم الوسائل التي يمكن للإنسان استخدامها لتحقيق التوازن والسيطرة على حياته. على أن قبول أو رفض الأمور في الحياة يساعد في تحديد الأولويات وإدارة الوقت بشكل فعال . ويمكن للشخص قول كلمة “نعم” للأشياء التي تتماشى مع أهدافه وقيّمه، وقول كلمة ”لا” للأشياء التي لا تضيف له قيمة ، ومن المؤكد أن قول كلمة “لا ” يمكن أن يكون وسيلة فعالة لحماية النفس من الإرهاق النفسي والجسدي لأن قبول كل شيء بدون تمييز يمكن أن يؤدي إلى ضغوط وإجهاد مفرط. وقول كلمة “لا” بشكل حازم ومهذب يمكن أن يعزز الاحترام المتبادل بين الأفراد ويساهم في وضع حدود للآخرين. وقول كلمة “نعم” بما يتماشى مع أهداف الشخص تجعله يركز على تحقيق ما يرغب به فعلاً دون تشتيت جهوده في أمور غير مهمة.
“والنعم” و”اللا” تلعبان دورًا جوهريًا في حياة الشعوب وتؤثران على حياته الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.
وتتمتع الشعوب التي تستخدم “النعم” بمرونة كبيرة في قبولها للتغيير والتطور ، فهي تعني الاستعداد للتعاون والانفتاح على الأفكار الجديدة والتكيف مع المتغيرات . وعلى الصعيد السياسي تُعبر النعم عن الرغبة في تحقيق التوافق والوصول إلى حلول مشتركة. كما تؤدي هذه الروح المرنة إلى إستقرار المجتمعات . كذلك فأن “النعم” تعكس الاستعداد للاستثمار في المشاريع الجديدة وتبنّي التقنيات الحديثة وتشجيع المبادرات الريادية مما يساهم في نمو الاقتصاد وازدهاره . في المقابل فأن قوة “اللا” مهمة للحفاظ على الهوية الثقافية، فهي بدون شك تشير إلى القدرة على مقاومة التغيرات في المجتمع التي قد تُعتبر ضارة بالثقافة . اما سياسيًا فأنها تعبر عن رفض للقرارات غير العادلة أو غير المقبولة ، كما تُمكن الشعوب من مقاومة الظلم والدفاع عن حقوقها. وتحاول الدول والمجتمعات التوازن بين “النعم” و”اللا” لضمان استقرارها وتقدمها مع الحفاظ على الهوية والعدالة.
نقولا ابو فيصل