حدد الصفحة

الحوار كخيار استراتيجي لإنقاذ سوريا وحماية وحدتها

الحوار كخيار استراتيجي لإنقاذ سوريا وحماية وحدتها

*بقلم : أنور علامة*
*ناشط إجتماعي وعضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز*

منذ بداية الأزمة السورية، ظلّ السؤال الجوهري: كيف يمكن لسوريا أن تحافظ على وحدتها الوطنية في ظل التدخلات الخارجية، الاحتلال المباشر، وتنامي النزاعات الداخلية؟ والجواب، مهما تعددت الرؤى السياسية، يبقى واحداً: لا طريق سوى الحوار.

فالوحدة السورية ليست حدوداً مرسومة على الخريطة وحسب، بل هي ضمانة وجودية لمجتمع متنوع عرقياً ودينياً ومذهبياً. التاريخ يعلّمنا أن أي مساس بهذه الوحدة يفتح الباب على نزاعات لا تنتهي. لبنان مثال قريب، حيث أدّت الحرب الأهلية إلى تفكك النسيج الاجتماعي لعقود قبل أن يُعاد ترميمه بصعوبة عبر اتفاق الطائف. والعراق كذلك دفع ثمناً باهظاً لتجربة الانقسام بين مكوّناته، فكانت النتيجة دولة ضعيفة مهددة بالتفكك في أي لحظة.

في الحالة السورية، تتضاعف الخطورة لأن التعدد الطائفي والإثني شديد الحساسية بسبب طول الأزمة وطريقة إدارة السلطة وتعمًق الجراح والعدد الهائل لضحايا الصراعات المتتالية ، ولأن القوى الإقليمية والدولية تسعى إلى استثماره في مشاريع تقسيم معلنة أو مبطّنة. هنا تبرز قيمة المواقف الوطنية التي تصرّ على أن لا بديل عن الدولة الواحدة الجامعة. فالزعيم وليد جنبلاط، على سبيل المثال، أطلق أكثر من مرة مواقف واضحة ضد الانفصال قبل وبعد الأحداث الأليمة في جبل الدروز، منطلقاً من إدراكه العميق أن تفتيت سوريا يعني انهيار منظومة الاستقرار في المشرق برمته.

إن الحوار ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة لحماية الأقليات وضمان حقوقها. فالمكوّنات الكردية، والآشورية، والعلوية، والدرزية، والمسيحية، وسواها، لا يمكن أن تجد أماناً إلا في إطار وحدة وطنية عادلة تعترف بالتنوع وتؤسّس لمواطنة متساوية. التقسيم، مهما بدا جذاباً للبعض، سيفتح الباب على حروب صغيرة أشدّ قسوة من الصراع الكبير القائم اليوم.

من هنا، فإن الدعوة إلى الحوار ليست دعوة عاطفية، بل مشروعاً سياسياً عقلانياً يعيد التوازن إلى الداخل السوري، ويمنح القوى الوطنية فرصة صياغة عقد اجتماعي جديد يؤمّن الشراكة الحقيقية. فالتجارب أثبتت أن لا حلول عسكرية دائمة، وأن التسويات التي تقوم على الغلبة محكومة بالسقوط عاجلاً أم آجلاً.

إن وحدة سوريا، إذن، هي صمّام أمان لمستقبلها ولمستقبل المنطقة. وحين نُشيد بمواقف القيادات التي ترفض الانفصال، فإننا نثمّن وعياً سياسياً يتجاوز الحسابات الفئوية الضيقة، ويضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار. لقد آن الأوان أن يتقدم الحوار على منطق السلاح، وأن يُستبدل خطاب التخوين بخطاب الشراكة.

إن الشعب السوري الذي عاش على مدى اكثر من عقد من ويل الصراعات العنيفة والمجازر المتنقلة يستحق اليوم أكثر من أي وقت مضى فرصة ليجلس مع نفسه ومع مكوّناته المختلفة، بعيداً عن وصاية الخارج ومشاريع التفتيت. يستحق أن يُصغي بعضه إلى بعض، وأن يعيد بناء دولته على أسس العدالة والمساواة. فالتاريخ لن يرحم من فرّط بوحدة سوريا،

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com