كتب نقولا أبو فيصل “بين المبالغة في التسامح والافراط في الحقد”!
المبالغة في التسامح والافراط في الحقد هما نقيضان يؤثران بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية ، ومن إيجابيات المبالغة في التسامح أنها تعزز السلام والتفاهم بين الأفراد وتقلل من النزاعات والصراعات ، وتساعد على بناء علاقات متينة. ومن سلبيات المبالغة في التسامح أنها قد تُستغل من قبل الآخرين لتحقيق مصالحهم الشخصية ، وقد تؤدي إلى التقليل من احترام الشخص المتسامح. ومن إيجابيات الافراط في الحقد أنه يحفز الشخص المظلوم على اتخاذ موقف حازم ضد الظلم والإساءة وقد يساعد في حمايته من الاستغلال . أما من سلبياته فأنه يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق ويساهم في تدمير العلاقات الاجتماعية وازدياد أعمال العنف.
وحسب خبرتي فأن المبالغة في العطاء تُعلم الناس الاستغلال كما أن المبالغة في التسامح تُعلم الناس أن تأخد حقوقك ، والمبالغة في الطيبة تعلم الناس أن تخذلك ، والاهتمام الزائد يجعل الانسان يخسر من يحب لأن الزرع يموت ايضاً من كثرة الري والاهتمام ، لذلك مهما كانت مكانة الشخص في القلب لا يجب أن نبالغ بالاهتمام به حتى لا نخسره ، ويساهم التنوع الديني والثقافي في زيادة التسامح في المجتمع اللبناني الذي يمتاز بتعدد الطوائف والأديان والثقافات، مما يعزز ضرورة التعايش والتسامح بين مكوناته المختلفة. كما أن الوضع الاقتصادي الضاغط يزيد من التحديات ويمكن أن يساهم في زيادة التوتر بين الناس. كما أن التجارب الصعبة التي مر بها لبنان خلال الحرب الأهلية ترك أثراً على العلاقات بين الأفراد .
ويبقى السؤال هل الشعب اللبناني هو شعب متسامح ام حاقد على حكامه ؟ وفي الاجابة لا يمكن تعميم صفة معينة على شعب بأكمله حيث يتنوع الاشخاص داخل المجتمع في سلوكياتهم. والشعب اللبناني مثل أي شعب آخر، يضم مجموعة متنوعة ومتناقضة من السكان من ذوي خلفيات وثقافات مختلفة مما يؤدي إلى تفاوت في مستوى التسامح والحقد بينهم .لذلك لا يمكن تصنيف الشعب اللبناني ككل بأنه متسامح أو حقود، بل يجب النظر إلى التنوع والاختلافات في تركيبته. كما أن التعايش المشترك بين الطوائف اللبنانية على الرغم من الصراعات، فأنه ساهم عبر الزمن في خلق روح التعاون المتبادل بين اللبنانيين . ويبقى أن التوازن بين التسامح والحقد هو الحل الأمثل ، فالتسامح يجب أن يكون مقرونًا بالحكمة والعدالة، بينما الحقد يجب أن يكون مضبوطًا بالتحكم في ردود الأفعال .
نقولا أبو فيصل