كتب نقولا أبو فيصل “بين وطن يعطيك الكرامة والمكانة ووطن يتنكر لك”!
من خلال جولاتي في بلاد الله الواسعة حول العالم وجدت الكرامة والمكانة ليستا مجرد حقوق ، بل هما أساس الاستقرار النفسي والاجتماعي لأي إنسان . لذلك يعتبر كثيرون أن العيش في وطن يحترم كرامتهم ويمنحهم المكانة اللائقة هو أعظم نعمة يمكن أن يحصلوا عليها في الحياة .فإن يعيش الانسان في وطن يعطيه الكرامة والمكانة يعني أن يكون جزءاً من مجتمع يعترف بحقوقه ويقدره كإنسان بغض النظر عن خلفيته السياسية أو معتقداته الدينية . وفي هذه الأوطان تتوفر فرص الاستثمار والحماية اللازمة كما تُطبق القوانين بعدالة ومساواة بين الجميع، مما يعزز الثقة في النظام السياسي ويشجع على خوض غمار الاستثمار في هذه البلاد
في المقابل، فإن الوطن الذي يتنكر لك هو وطن يفتقر إلى العدالة والمساواة ، وفي هذا الوطن يستشري الفساد السياسي ، حيث يتم تفضيل فئات معينة على حساب الأخرى. وبالتالي فأن الفرص تكون محدودة وغالباً ما تكون مقتصرة على مجموعة صغيرة من الناس، مما يؤدي إلى إحباط طموح محدود للأفراد الذين لا ينتمون لهذه الفئات. كما أن الشعور بالغربة في وطن ولدت فيه يمكن أن يكون مؤلماً جداً حيث تشعر بأنك غير مرحب بك وغير معترف بقيمتك حتى في مسقط رأسك! والوطن الذي يتنكر لك يجعلك تشعر بالغربة والظلم حتى وأنت في بيتك ، وفي هذا الوطن تجد نفسك مضطهدًا ومحبطًا، وغير قادراً على تحقيق أحلامك وطموحاتك بسبب التهميش والقلق على المستقبل من كثرة التهويل الذي يمارسه الاعلام اللبناني وخاصة المأجور منه .
ولانهم يطلبون مني عدم التسمية “فالشمس شارقة والناس قاشعة “وهذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأمل والرغبة في الانتقال للحياة في وطن أخر وفي جغرافيا اخرى ، نعم العيش في مكان يشبه طموحاتنا بعيداً عن الجلادين الذين لا يعرفون الله هو إقتراح قيد الدراسة لكثيرين، ويبقى أن الفرق بين الوطن الذي نعيش فيه والوطن الذي نحلم به كبيرٌ ومهمٌ في تحديد جودة الحياة التي نعيشها والرفاهية النفسية والعاطفية التي نتمناها ، حيث نجد القدرة على تحقيق الذات للمساهمة في تنمية المجتمع. وتبقى الهجرة إلى بلاد جديدة غير مضمونة وقد تكون مليئة بالتحديات، ولكنها توفر فرصًا لتحقيق حياة أفضل وأكثر أمانًا على الارجح ، ويبقى التخطيط الجيد والاستعداد النفسي للمنتقلين في الجغرافيا يمكن أن يساعد في تحقيق النجاح والاندماج في المجتمعات الجديدة .
نقولا أبو فيصل
