كتب نقولا أبو فيصل “بين الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة وأزمة التوظيف”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
تلعب الجامعة اللبنانية دورًا وطنياً كبيراً في توفير التعليم العالي لالاف الطلاب اللبنانيين مما يساهم في التنمية الاجتماعية للبلاد. ورغم التحديات المالية والبنى التحتية المتهالكة تحتفظ الجامعة اللبنانية بمستوى أكاديمي جيد في العديد من التخصصات، ولديها هيئات تعليمية مؤهلة وملتزمة ، وقد تخرج منها العديد من الشخصيات البارزة في عدة مجالات . وتحتل الجامعة اللبنانية مرتبة جيدة بعد الجامعات الكبرى مثل الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) وجامعة القديس يوسف (USJ). ولا تظهر الجامعة اللبنانية بشكل بارز في التصنيفات العالمية مثل تصنيف QS أو Times Higher Education. ويعود السبب في ذلك إلى قلة الموارد المخصصة لها ولغياب الدعم الدولي الذي تحظى به الجامعات الخاصة.
وتواجه الجامعة اللبنانية تحديات في مجال البحث العلمي بسبب محدودية التمويل، ولكنها تعمل على تعزيز نشاطاتها البحثية من خلال التعاون مع الجامعات الأخرى والمؤسسات العالمية . كما تعاني الجامعة اللبنانية من بعض المشاكل الإدارية والمالية التي تؤثر على قدرتها على تحسين التصنيف والتنافس مع الجامعات الخاصة والدولية . وبشكل عام ورغم أن الجامعة اللبنانية قد لا تكون في مقدمة التصنيفات العالمية، إلا أنها تبقى المؤسسة التعليمية الرئيسية في لبنان التي تقدم تعليمًا مهمًا للعديد من الطلاب وتسهم في تطوير المجتمع اللبناني رغم أنها تختلف عن الجامعات الخاصة في جوانب رئيسية منها التكاليف الدراسية المنخفضة نسبيًا لأنها مؤسسة حكومية، مما يجعلها مناسبة للطلاب من مختلف الفئات الاقتصادية.
وتتميز الجامعات الخاصة بموارد أفضل وبنية تحتية متقدمة، وتعتمد على برامج تعليمية متطورة باستخدام أحدث التقنيات ، وتحصل على تمويل هائل للبحث العلمي ولديها شراكات دولية قوية مع جامعات ومؤسسات بحثية حول العالم.ورغم الجودة الأكاديمية في الجامعة الوطنية اللبنانية يواجه خريجوها تحديات كبرى في سوق العمل بسبب التنافس مع خريجي الجامعات الخاصة التي يتمتع خريجوها بسمعة جيدة ، وقد تكون لديهم فرص أفضل في الحصول على وظائف مرموقة سواء في لبنان أو في الخارج وذلك بفضل العلاقات القوية لجامعتهم الخاصة مع المؤسسات الدولية. ولأن الاوطان لا تبنى الا بالتعليم فالمطلوب هو دعم التعليم الرسمي بكافة مراحله حتى الجامعي من بنى تحتية ودورات تعليمية ، ومن خلال اعادة تفعيل دور المعلمين ودعم الجامعة اللبنانية من مختبرات وكافة المستلزمات وايقاف دعم المدارس والجامعات الخاصة.
نقولا أبو فيصل
