كتب نقولا أبو فيصل “بين الانتقاد السلبي وتقديم الحلول وتجربة الاغتراب”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
مما لا شك فيه إننا نعيش في لبنان عصر الانحطاط الكامل على كل المستويات ، وبات أهل السياسة عندنا يمارسون الاخطاء في يومياتهم ويعشقون الانتقاد والتنظير ويرمون مسؤولية الخراب على الشعب المسكين ، ولو نظرت لحال بعضعم تحتار من أين تبدأ بالانتقاد ! ولا احد منهم يملك الحلول للخروج من هذا النفق المظلم ، ويعكس هذا الوضع إحباطًا واسع النطاق بين المواطنين بسبب الأزمات المتعددة التي تواجه لبنان . وعلى الرغم من أن النقد قد يكون أسلوبًا للتعبير عن الاستياء، لكنه من الضروري التفكير في تحسين الوضع وتحويل هذا الانتقاد إلى طاقة إيجابية تساعد في البحث عن مخرج للازمة عبر تقديم الحلول التي تبدأ بنشر الوعي حول حقيقة الأزمات وأسبابها وتشجيع التعليم وتطوير المهارات ، إضافة الى التعاون بين الشعب والمسؤولين في الحكومة لحلحلة المستطاع منها ، كذلك العمل على تشجيع المبادرات المحلية الصغيرة التي يمكن أن تكون نموذجًا للحلول العملية على نطاق أوسع وفك ازمة البعض المالية .
وبين المهم والاهم ، أرى من واجب البعض في الوطن الصغير بحجمه والكبير بعظمة شعبه التواضع قليلاً ، والاستفادة من خبرة اللبنانيين في الاغتراب والتعلم من تجاربهم الناجحة والاقتداء بهم ، واستكمالاً وجوب اقفال جميع وسائل الإعلام اللبناني المسيس والمأجور بغالبيته ، وفتح قنوات للحوار بين اللبنانيين بعيداً عن العنتريات الاعلامية في جو هادئ ، واستخلاص قواسم مشتركة للعيش بسلام بين ابناء الوطن الواحد سواء كانت سياسية أو اجتماعية ، أو عبر تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول توافقية تحت شعار “لبنان أولاً” وتعزيز الابتكار عبر دعم الأفكار والمشروعات الابتكارية يمكنها أن تقدم حلولاً جدية للمشكلات القائمة ، كذلك فإن دعم الريادة في الأعمال والشركات الناشئة وتحويل النقد إلى اقتراحات بناءة يمكن أن تساعدان في تحقيق التغيير بدلاً من الانتقاد السلبي، وبإتباع اللبنانيين هذه الخطوات يمكنهم الانتقال من مرحلة الانتقاد إلى مرحلة المساهمة الفعالة في بناء مستقبل أفضل للوطن اللبناني .
نقولا أبو فيصل
