كتب نقولا أبو فيصل “بين نهاية العلاقات واستمرارها بشكل باهت” !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6 والاخير
يعاني المجتمع اللبناني من الرتابة في العديد من العلاقات الاجتماعية ، وعلى الرغم من أن بعض العلاقات تبدو أنها قد انتهت لكنها تستمر بشكل متقطع عبر متابعة أخبار الشركاء لبعضهم بعضاً ولو من بعد ، ويمكن أن يكون الشعور بالرتابة ناتجا عن فقدان معظم العلاقات لبريقها والتي ربما توقفت نتيجة الشعور بالملل بعد فترة من الزمن . وفي العادة يستمر الروتين اليومي حيث ينتهي الشغف ، ويعود السبب في نهاية العلاقات أو استمرارها بشكل باهت لعدم التواصل الفعّال بين الأطراف الذي يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم والمشاكل المتراكمة . كذلك فإن فقدان الاهتمام والرغبة في استمرار العلاقة يجعلها تستمر بشكل باهت من دون شغف أو حماس. ولا يجب إغفال الملل الذي يمكن أن يتسلل إلى العلاقة، خاصة إذا لم يتم بذل جهد لإبقاء الأمور مثيرة وممتعة.
كذلك فإن الاختلاف في الأهداف يجعل التوافق صعبًا والاستمرار في العلاقة يعتبر تحديًا ، وصولاً الى أعظم المشاكل وهي الضغوط المالية التي تتسبب في توتر العلاقة وتراجعها . وقد تخلق كل هذه الضغوط صراعات وخلافات.كما أن فقدان الثقة نتيجة الخيانات تساهم في تدمير العلاقات وتجعل استمرارها مستحيلاً. ومن الممكن وصف علاقة ما بالمنتهية رغم بقاء خيط تواصل بسيط وغير مؤثر بين الفرقاء، مثل الصداقة التي تتلاشى، ولكن الأصدقاء يستمرون بالحديث من حين الى آخر. وقد ينتهي مشروع أو عمل تجاري لكن تأثيراته ونتائجه تبقى موجودة ، انما بشكل ضعيف وغير مؤثر.
وهكذا تنتهي العلاقات بشكل رسمي، لكن آثارها تستمر بشكل غير ملحوظ أو غير مؤثر، مما يخلق شعورًا بالفراغ والحيوية.
إن العلاقات تحتاج إلى استراتيجيات خاصة تتناسب مع خصوصية الأطراف المعنية وظروفهم.وإذا كان هناك من رغبة في تحسين العلاقة بين شخصين وحرص على عدم نهايتها أو استمرارها بشكل باهت، فالتواصل والحوار المفتوح والصادق بينهما حول مشاعرهم واحتياجاتهم وتوقعاتهم يساعد في تحقيق الهدف ، كما أن تخصيص وقت لقضاء لحظات خاصة وممتعة معًا يمكن أن يساعد في إعادة إشعال الحماس والشغف في العلاقة. ولا يجب إغفال إظهار الاهتمام والرعاية بين الشركاء الذي يعزز الشعور بالحب والتقدير، وصولا الى طلب المساعدة في حال وجود مشاكل كبيرة.
نقولا أبو فيصل
