القديس شربل في أرمينيا.. فأيّ نذر رسا بسلام في تلك البلاد؟!
كتب عارف مغامس
في اللحظة التي كان فيها تمثال القديس شربل ينتصب شامخا بقدسيته ورمزيته الايمانية في لحظة تكريس جرت للمرة الأولى في أرمينيا، كانت المقاتلات الاسرائيلية المعادية تدك الابنية الشامخة مرتكبة أبشع المجازر الدموية. فأي حق رفع في تلك البلاد وأي باطل وقع بفعل الأجرام الحاقد على بلاد الأرز والقديسين؟!
رحلة تمثال القديس شربل التي انطلقت قبل اسابيع قليلة من لبنان إلى أرمينيا تروي قصة حب وشغف ببلاد الأرمن ترجمه رئيس تجمع الصناعيين في البقاع الكاتب نقولا أبو فيصل بنذر اضاء روحه وأنار عقله في لحظة صفاء، فترجم تلك اللحظة إيماناً وانخطافا روحيا ليبارك القديس شربل بلاد الخير التي غرس فيها أبو فيصل منذ بضع سنوات ما يتجاوز المئة ألف شجرة مثمرة تنوعت بين صنوبر مثمر وجوز وكستناء وتين مقيما ذلك الجسر الجميل بين لبنان وأرمينيا ليسمى حقا ” مشروع حياة” توجه ابو فيصل بمشروع عمراني يشبه زحلة المدينة التي أحبها وأعطاها سنوات عمره كدا وجهدا وعطاء فأعطته محبة واحتراما وثقة.
ولكن يبقى الكلام عصيا على بلوغ مرتبة الإيمان في تجلياته النوارنية، وأبعاده الروحية.لان ما لا يمكن قوله، قاله المشهد الذي تجلى بحرارته ورهبته وشعشعانيته خلال حفل تكريس تمثال القديس شربل في ارمينيا يوم الاحد 22/9/2024 والذي جرى برعاية كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك رافاييل مينيسيان ممثلاً بمطران دمشق جورج اسادوريان ومشاركة راعي ابرشية زحلة للموارنة المطران جوزف معوض ، وحضور محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة وسفيرة لبنان في ارمينيا مايا داغر وسفيرة سوريا في ارمينيا نورا اريسيان ورؤساء الجاليات اللبنانية والسورية ورجال اعمال واعلام ورجال دين وما يفوق الالف مؤمن ممن حضروا خصيصاً من عدة بلدان .
بهدوء وكلمات عذبة عذوبة النوايا الصادقة المؤمنة جرت مراسم حفل التكريس على مرأى آلاف المتابعين في بلدان الإنتشار اللبناني والعربي والارمني وآلاف المؤمنين،وقسم من اللبنانيين تابع وقائع الإحتفال على وقع الغارات التي هدمت المباني على رؤوس قاطنيها.
وحدها الحقيقية الايمانية رست بسلام وطمأنينة على ميناء اخضر في مكان سيكون شاهدا على عبق خاص، وشاخصا على مرأى عام، لكل قاصديه في القادم من الأيام، لتبقى بصمة من وفى النذر اكبر من حدث، وأقرب الى ما يشبه السر ! فأي سر حملته يا حاج الى تلك البلاد؟!