بري بين اللجان والحكومة والمونديال… و”يا للعار”!
بين المونديال الذي تابع الكثير من مبارياته، وخصوصاً المباراة النهائيّة، وتشكيل الحكومة الذي يأمل أن يكون قريباً ولو أنّه لا يرى مؤشّرات لذلك، يملأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اكتسب بعض السمرة في لون البشرة من عطلته الإيطاليّة النادرة، الفراغ السياسي بجلسة انتخاب اللجان طبخ نتائجها بعناية، ولكن من دون ليّ ذراع أحد، وبجلسة تشاور يصرّ على وصفها بغير الإلزاميّة في الأسبوع المقبل.
لا مفاجأت في جلسة انتخاب اللجان النيابيّة اليوم. أزال بري، عصر أمس، بعض العقد المتبقية، وخرج بخلاصة على طريقة “ربح الجميع”. لا يفوته التشديد على أنّه سعى الى انتخاب النائب جورج عدوان رئيساً للجنة الإدارة العدل، وعمل على إبقاء من من يستحقّ في موقعه، وعلى رأسهم النائب ابراهيم كنعان “الناجح”. استحقاقٌ آخر يؤكّد على “أستذة” بري.
لكنّ تعابير وجه رئيس المجلس لا توحي باستحقاقٍ حكوميّ في المستقبل القريب. يقول، في هذا الشأن: “لم يتغيّر شيءٌ وما من تقدّم أُبلغنا عنه”. يصرّ “الأستاذ” على أنّ العقدة الأساسيّة تكمن في العلاقة بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة. “حين تُحلّ هذه يسهل إيجاد حلول للعقد الأخرى”، مشيراً، ردّاً على سؤال، الى أنّ أحداً لم يطلب منه التوسّط لحلّ ما يُسمّى بـ “العقدة الدرزيّة”، كما أنّه لا يجد ما يشير الى عقدة خارجيّة تعيق التأليف.
يدلّ كلام بري على حرصه على الحفاظ على علاقة جيّدة مع رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف. الجلسة التي سيعقدها في الأسبوع المقبل “تشاوريّة فقط”، ثمّ يضيف “وغير ملزمة”، ثمّ يتابع “يمكن لمن يشاء أن يحضرها أو يغيب عنها”. يختار بري عباراته بإتقان كي لا تخلق الجلسة “حساسيّة” هو أبعد ما يكون عنها.
يستعدّ نبيه بري لإطلالة بقاعيّة قريباً. سيكون مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر هذا العام في العين في بعلبك، ولا تفوت بري الإشارة الى أنّه أبلغ كتلة نوّاب بعلبك الهرمل، حين التقاهم قبل أسبوع، الحاجة لإنشاء مجلسين لعكار وبعلبك الهرمل، إسوةً بمجلس الجنوب، بالإضافة الى إدارة “ريجي” تشرَّع من خلالها زراعة الحشيشة لغايات طبيّة، ما سيساهم في نموّ البقاع.
بين السياسة والإنماء وقصص يرويها بري بطرافة ليست بعيدة عن “ميزان الجمهوريّة”، يحضر في حديثه أيضاً المونديال وتمادي رئيسة كرواتيا في عناق من حولها والمظلّة التي حجبت المطر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتركته يسقط على رؤوس الآخرين من حوله، وصولاً الى الفوز الفرنسي “الذي يعود الفضل فيه للمهاجرين”.
يتذكّر بري، عند ذكر اللاعبين الفرنسيّين من أصول أفريقيّة، مرسوم التجنيس في لبنان. يقول إنّ الجنسيّة يستحقّها في لبنان كثيرون، من أبناء القرى السبع الى المولودين من أمٍّ لبنانيّة، متوقفاً عند تنفيذ المرسوم الأخير على الرغم من نتائج تحقيقات الأمن العام، ويختم: “يا للعار”!
mtv