المبالغة في التقدير والمبالغة في الشعور بالتفوق ! بقلم نقولا أبو فيصل
فكر فيها
يميل الإنسان بطبعه إلى البحث عن التقدير والاعتراف بجهوده منذ حداثته سواء في بيئته العائلية أو المهنية وذلك عن أفعال يقوم بها . وكلمات الشكر والتقدير هذه تشكّل دافعاً قوياً له للاستمرار في العطاء وتحقيق المزيد، كما تخلق لديه إحساساً بالرضا وتعزز الروابط بينه وبين الاخرين حيث يشعر الجميع بقيمتهم ودورهم الإيجابي في محيطهم .
ورغم التأثير الإيجابي الكبير للتقدير على العديد من الأشخاص، إلا أن المبالغة فيه قد يؤدي إلى نتائج عكسية مع أولئك الذين يملكون شعوراً مبالغاً فيه بالتفوّق أو اعتقادًا بأنهم أفضل من الآخرين . وهذه الفئة قد تفسّر كلمات الشكر على أنها إقرار بالتفوق وليس تعبيراً عن امتنان بسيط . وهذا التصوّر قد يجعلهم أقل رغبة في التواصل الإيجابي، أو حتى أكثر ميلاً لاستغلال الموقف مما يفسد الغاية الحقيقية للتقدير .
لذلك، صديقي القارئ، من المهم جداً أن يكون التقدير متوازنًا ويُقدّم بحكمة، بحيث يُظهر الامتنان من دون أن يخلق ديناميكية غير صحية في العلاقة ،وهنا ينبغي على الأشخاص الذين يتلقون التقدير أن يدركوا أن الغاية منه هي تعزيز الألفة وتشجيع العمل الجماعي وليس تأكيد التفوّق . فالتعامل بوعي تام مع كل تقدير نتلقاه يساعد في بناء بيئة سليمة ، داعمة ومتناغمة في جميع جوانب الحياة.
نقولا أبو فيصل ✍️
Nicolas Abou Fayssal