نقولا ابو فيصل كاتب يحترف صيد لآلىء الأفكار من الأعماق
كتب الإعلامي عارف مغامس في موقع اليومية
كان صامتا والمتحدثون أمعنوا في احتلال نصوصه، وكشف الحجب عن الجانب الخفي من كتاباته، والبعد غير المقروء من حياته الخاصة، خلال سنوات العمر الفتية والشقية التي شكلت شخصيته بفرادتها وخصوصيتها، ورسمت مسارا مختلفا لرجل شغلته الحياة بقدر ما شغلها مكاشفة ومصارحة، وغرّبته داخل وطنه بقدر ما استوطن الوطن في قلبه، واحتله حتى حدود الوجع وإلى ابعد من تخوم المتوسط ذلك البحر المفتوح على المطلق والمفتون بصبا بيروت والساحل وعنفوان الجبل وعزته، وانفلاش سهل البقاع وانبساطه على المدى الزحلي الواسع.
تلك حال نقولا أبو فيصل الكاتب والباحث المتأمل لغة المنتدين في حفل توقيع كتابه نجاحات وابتكارات حول العالم في جامعة القديس يوسف في بيروت.
فماذا يكمن وراء هذا التأمل الخلاق؟
هناك تكمن أسرار الفرادة والتحليق.
وفي ما وراء ذلك تكمن ارادة الكتابة، وفي الكتابة خروج من الزمن المتآلف مع السائد، ودخول في فضاء آخر وطقس خاص من الكتابة، ذلك أن نقولا أبو فيصل كاتب وباحث يحترف صيد لآلىء الأفكار التي تجذب القارىء إلى محيطها ، وهي هنا في نجاحات وابتكارات حول العالم لآلىء من مخزون ثقافة عالمية جعلته يصيد بسلاح العقل عشرات القصص عن بصمات فذة لشخصيات متفردة قدمت تجاربها على مسرح الحياة، لتكون رسالة تنوير وكشف الحجب امام جيل شاب في لحظة زمنية أحوج ما يكون فيها هذا الجيل الى من يحرضهم على الثورة والتمرد والانعتاق من طرائق التفكير التقليدية وذلك الموروث المستنزف لريادة أعمال تعاصر هذا الزمن بكل حداثته وآلياته العقلية والعلمية والتقنية.
نقولا ابو فيصل في كتابه الجديد ليس امتدادا لذاك الكاتب الثائر في سلسلة كتبه ” عن لبنان لماذا أكتب؟ذلك ان الوظيفة الكتابية في جديده الإبداعي يحتاج الى فضاء كتابي خاص قاربه أبو فيصل بلغة استقصائية بحثية رصينة، ولكنها تمتاز بكثافتها الفكرية، اذ انه ليس من السهل بمكان ان تختصر تجربة مبدع او مخترع او رائد من رواد الأعمال بصفحة في كتاب، ونقولا أبو فيصل واحد ممن استطاع أن يصيد جوهر الفكرة لتكون مادة علمية تفتح الآفاق بروح عارفة ومدركة ومحفزة في آن واحد.
لن اطيل، نجاحات وابتكارات حول العالم مادة خصبة وثرية لطلاب الجامعات وقبل ذلك لطلاب الصفوف الثانوية والمهنية،وحبذا لو تعتمد المناهج التربوية الجديدة عددا من هذه النصوص لتكون في متناول محبي الإبتكار والنجاح والأعمال.
