
كتب نقولا أبو فيصل “رسالة الى شباب لبنان ..كن فاعلًا ولا تكن مفعولًا به”



فكر فيها!
رسالة الى شباب لبنان :كن فاعلًا …. ولا تكن مفعولًا به
في لبنان، وفي ظل الأزمة المالية والاقتصادية الصعبة التي لا يزال المواطن يعيش آثارها، باتت البطالة وعدم الإنتاجية ظاهرة تثير القلق، ليس فقط على مستوى الأفراد، بل على مستقبل الوطن ككل . حتى أن كثيرين من الشباب باتوا ينجرفون نحو ثقافة الاستسلام، حيث يستهويهم العيش على هامش الحياة، منتظرين الفرص بدلًا من خلقها، ومتأقلمين مع دور “المفعول به” في مجتمع يعاني من الأزمات. وهذا التوجه لا يضر فقط بالشباب أنفسهم، بل يعمّق حالة الركود التي تضرب الاقتصاد، حيث يصبح الاعتماد على الغير أو الهجرة الحل الأسهل. في ظل هذه العقلية، تُقتل روح المبادرة، ويصبح الشباب جزءًا من المشكلة بدلًا من أن يكونوا قوة فاعلة في الحل.
لكن، هل يدرك هؤلاء الشباب أن البقاء في هذا الدور لن يُحدث أي تغيير لأن العالم لا يتوقف عند أحد، ومن لا يسعَ ليكون فاعلًا سيبقى متفرجًا . فالفرق بين النجاح والفشل ليس في الظروف، بل في اتخاذ القرار: هل تريد أن تكون صانعًا لمستقبلك أم تابعًا لمجريات الأمور؟ لبنان هو بلد الفرص لمن يبحث عنها، فالإبداع لا يزال ممكنًا رغم التحديات في ريادة الأعمال، العمل الحر، المبادرات الفردية وحتى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، كلها أدوات يمكن أن تجعل الشاب اللبناني فاعلًا، قادرًا على كسر قيود الانتظار والتواكل.
رسالتي للشباب اللبناني واضحة: لا تكن مفعولًا به في وطن يحتاج إلى شبابه أكثر من أي وقت مضى . لا تنتظر أن تتغير الظروف لتبدأ، بل كن أنت من يغيّرها . فلبنان، رغم أزماته، لا يزال أرضًا خصبة للإبداع والاجتهاد،لكنه يحتاج إلى شباب يؤمنون بأن النجاح ليس حكراً على المحظوظين بل هو ثمرة المثابرة والسعي المستمر . لا تدعوا الإحباط يقودكم إلى الاستسلام، بل حوّلوا التحديات إلى فرص، والضغوط إلى دافع للتحرك نحو الأفضل . المستقبل الآمن لا يُمنح مجاناً بل يُنتزع بإرادة قوية وعمل دؤوب، كونوا أنتم من يصنع الفرق، لا تنتظروا أن يصنعه لكم الآخرون .
نقولا أبو فيصل :كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
