ظاهرة التزكية بلغت رقماً قياسياً!
صادفت أمس عطلة ذكرى التحرير, وإذ لم تصدر بعد الكثير من الأصداء المرتقبة لنتائج انتخابات الجنوب, فإن الصورة العامة عكست ارتياحًا واسعًا لإنجاز الاستحقاق وإعادة ضخ الدم التغييري في المجالس البلدية والاختيارية في كل البلاد, ولو أن ظاهرة التزكية بلغت هذه المرة رقمًا قياسيًا في بعض المحافظات, ولا سيما في الجنوب, نظرًا إلى الدوافع المعروفة في ظل الحرب الأخيرة.
وإذا كانت الدولة قد خرجت بصورة إيجابية ومشجعة بإنجاز الاستحقاق, بما يؤكد صدقيتها وتصميمها على إنجازه في موعده رغم الحذر الذي فرضته العمليات الإسرائيلية, فإن الوجه السياسي, إذا صح التعبير, بات الآن تحت المجهر, إذ أفرزت الجولات الانتخابية وقائع مهمة ستكون بمثابة أرضية عملية لاستكشاف القوة الشعبية للقوى التي انخرطت في هذه الانتخابات, سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولذا يمكن الجزم موضوعيًا بأن المعارك والمبارزات المسيحية – المسيحية في مختلف المناطق بدت الحدث الأكثر توهجًا وحيوية في هذا الاستحقاق, وقد خرجت منه فعليًا القوات اللبنانية بقصب السبق, حاصدة نتائج لا يمكن إنكار أنها الأولى مسيحيًا.
أما التيار الوطني الحر, فكان فوزه في جزين بمثابة تعويض جزئي, ولو أنه حمل دلالات مهمة.
