
نقولا أبو فيصل يكتب.. حين يُزهِر الأبناء من الدمع إلى المجد


منذ ايام قليلة اكتملت أجمل قصة في حياتي بتخرّج “آخر العنقود”، ابني أنطوان، من الجامعة الأميركية في بيروت، بعد تخرّجت شقيقتيه، وقد نال امتيازًا عاليًا في شهادته في عالم الكومبيوتر . ثلاثة من بيتي سلكوا هذا الطريق، فحملوا في قلوبهم العلم وفي عيونهم نور المستقبل. ولأنهم منّي ومن هذا الوطن أفتخر بهم كما يفتخر الربيع بأزهاره حين تتفتح.
أنا من روّاد الجامعة اللبنانية – الفرع الرابع، وأرفع رأسي بها دائمًا، فقد تعلّمت فيها معنى النضال، وأدركت أن القيمة لا تأتي من المكان، بل من الإصرار. واليوم، أقدّمكم أنتم الثلاثة، لا لتفتخروا بالجامعة التي تخرّجتم منها، بل لتجعلوها تفتخر بكم، وبخدمتكم الصادقة للوطن.أبنائي، الطريق أمامكم اليوم أيسر، لكنّ الوطن ما زال بحاجة إلى من يمسح دمعة، ويزرع فرحًا، ويحمل الأمانة بصدق.
كونوا كما حلمت بكم: ناجحين لا متعالين، أقوياء لا قساة، أحرارًا لا متفلتين . كونوا نورًا في درب هذا البلد، صوتًا للحق ويدًا للعطاء. ماذا عساني أكتب عنكم؟لقد زرعتكم بدمعي وتعب أيامي، وسقيتكم من حبّي وإيماني، وها أنتم تُزهِرون أمامي.
ما أعظم هذا الحصاد، وما أطيب هذا المجد حين يُثمر في الأبناء…لك الشكر دائمًا يا الله.
نقولا أبو فيصل ،كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
