كتب نقولا أبو فيصل “الجفاف العاطفي… وصيف لبنان الحار”!

فكر فيها !
الجفاف العاطفي… وصيف لبنان الحار
الجفاف العاطفي هو تصحّر الروح الذي يزحف بهدوء نحو أعماقنا، وشحّ المشاعر الذي يحتلّ القلوب بصمت . وكما تذبل الأجساد في صيف لبنان الذي صار أقرب إلى الصحراء، تذبل معها المشاعر تحت وهج اللامبالاة، خاصة حين يغيب دفء الكلمات ورقّة اللمسات، ويصبح التواصل بين الناس مجرّد تبادل جمل مقتضبة في رسائل نصية باردة.
صحيح أن الحرّ الشديد يُرهق الجسد، لكن الجفاف العاطفي يُرهق الروح، ويحوّلها إلى أرض متشققة تنتظر مطرًا قد لا يأتي قريبًا. وبعد ساعات عمل يومية طويلة تستنزف الفكر والجسد تتزاحم الهموم في الرأس وينكمش القلب على نفسه، كمن يطارد ظلًّا هاربًا في صيف ملتهب. وينشغل الإنسان بالبقاء المادي وينسى البقاء الإنساني، فينحسر العطاء العاطفي ويجفّ النهر الذي كان يروي العلاقات.
هذا الجفاف لا يُرى في الصور ولا تقيسه الموازين، لكنه واضح في العيون التي فقدت بريقها، وفي الأصوات التي فقدت دفئها. وعلاجه كما في الطبيعة؛ فكما أن قطرة ماء تعيد الحياة إلى وردة ذابلة في يوم حار، فإن قطرة حنان تعيد الروح إلى قلب متعب… وربما تكفي التفاتة، أو اهتمام صادق، أو كلمة دافئة، أو ابتسامة حقيقية لإحياء ارواح تائهة.
نقولا أبو فيصل ✍️كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
www. nicolasaboufayssal.com












