كتب نقولا ابو فيصل بين الدين والاخلاق …والفساد في الكنيسة
الأخلاق ليست بحاجة الى الدين ! أما الدين فهو بحاجة الى الاخلاق والالتزام في كثير من الأحيان ، لكن حين يصل الفساد الى الكنيسة عندها “تخبزوا بالافراح “وكما يقول متى الرسول : “أنتم ملح الأَرْضِ ولكن إِنْ فَسَدَ الملح فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يصلح بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ الناس”(متى 13:5) وفي الحقيقة ان النقاش مع العديد من رجال الكنيسة الاتقياء في هذا الموضوع كان يصطدم بعثرة وهي الخوف من شماتة الطوائف الاخرى إذا تم الاقتصاص من المنحرفين في الكنيسة ومعاقبتهم ، وكان جوابي لهم “مش مهم الشماتة المهم تنظيف الكنيسة من اعداء المسيح واعداء القيم”
في تاريخ البدو قصة عن الملح اذا فسد من يُصلِحُ الملح؟ وهي إن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخها كما يصلح الملحُ اللحمة حتى لا تتحول الى جيفة ! فمن يصلح الشيخ إذا كان الشيخ نفسه فاسداً ؟ وكأن هذه الاجابه أيقظت ضمير شيخ قبيلة هَام في جمال زوجة ضيف حل عليه حين طلبت منه الاخيرة ان يشرح لها هذا القول لتكون له ، وقد أصابه الخجل الشديد من فعلته الشنعاء ،وملأه الندم على ما كان ينوي ويخطط من المكائد والمفاسد عندما فهم معناه.
وما أحوج كنيستنا الى رؤساء كهنة وقضاة قديسين ، والى شهداء عدالة وإيمان ينطقون بالحق ويناضلون للحقيقة ويعملون لاجل بناء مجتمع فضيلة لا رذيلة فيه ، ومنذ سنة تقريباً طوبت الكنيسة الكاثوليكية القاضي الايطالي “روساريو ليفاتينو ” الذي قتلته المافيا الإيطالية في العام1990 والذي حارب الفساد حتى الاستشهاد ، يا ليت من هم في السلطة الكنسية يتعلّمون منه ويقتدون به فنصلح الكنيسة ونستعيد ثقة ابنائها.
