فضيحة الفيول الروسي: ضبط باخرة HAWK III بمستندات مزوّرة في المرفأ اللبناني
ضبطت الجمارك اللبنانية مساء الخميس الباخرة HAWK III بتهمة تزوير مستندات رسمية لإخفاء مصدر الفيول الروسي, وأوقفت القبطان وأحد موظفي شركة الوكيل البحري بجرم التلاعب بالمنشأ, وذلك بعد إخبار تقدّم به المهندس فوزي مشلب أمام الجمارك والنيابة العامة المالية.
وأصدر النائب العام التمييزي أمراً بحجز الناقلة HAWK III بعدما تبيّن للجمارك أن شهادة التحميل والمنشأ كاذبة.
وبحسب المعطيات, لجأت الشركة المستوردة إلى تمرير الباخرة عبر مرفأ مرسين التركي, وتقديم أوراق مزوّرة تدّعي أن الفيول مستورد من السوق الدولية, في محاولة للالتفاف على السقف السعري المفروض على النفط الروسي. هذه الآلية سمحت للموردين ببيع الفيول بأسعار أعلى بكثير من قيمته الفعلية, محققين أرباحاً على حساب الخزينة العامة.
وتبيّن أنّ الناقلة قامت بتاريخ 5 آب 2025 بتحميل نحو 38,200 طن من الفيول من أحد المرافئ الروسية, حيث ارتفع غاطسها من 7.2 أمتار إلى 11 متراً, ما يؤكد عملية التحميل. وبعد توقفها بتاريخ 18 آب في مرفأ مرسين – تركيا لمدة 36 ساعة, تابعت مسارها نحو لبنان من دون أن يتغير مستوى الغاطس, ما يعني أن أي تفريغ أو إعادة تحميل لم يحصل. وبالتالي فإن المستندات التي تزعم أنّ المنشأ تركي مزوّرة بالكامل.
وبناءً على المعلومات, صعدت الجمارك أمس إلى متن الناقلة قبل تفريغها, وأجرت عملية تفتيش دقيقة لمستندات الطاقم, ليتبين أن التزوير واقع وثابت وأن الناقلة محمّلة من روسيا مباشرة.
القضية كشفت أيضاً أن أكثر من 15 ناقلة أخرى استخدمت الأسلوب نفسه عبر الشركة ذاتها Sahara Energy DMCC, حيث يجري التحميل من روسيا ثم تمرير الشحنات عبر مرافئ إقليمية (تركيا/مصر) لإصدار مستندات مزوّرة قبل إدخالها إلى لبنان. هذه الوقائع باتت في عهدة القضاء مرفقة بالأدلة التقنية والملاحية.
وبحسب تقديرات مالية, فإن سعر الفيول أويل الروسي الخاضع للسقف السعري يجب ألا يتجاوز 340 دولاراً للطن عند تفريغه في لبنان, فيما تمكنت الشركة المورّدة عبر التزوير من تسعير الطن بما يقارب 500 دولار, أي بفارق يزيد عن 160 دولاراً للطن الواحد. ولو جرى تفريغ شحنة HAWK III, لكانت الخزينة اللبنانية تكبدت خسارة مباشرة تقارب 7 ملايين دولار.












