نقولا أبو فيصل يكتب لأنطوان … نور الذكاء والأدب والرجولة

منذ أيامه الأولى، كان ذكاؤه يضيء المكان، وعقله يسبق سنواته، لكن الأجمل من ذلك كان قلبه الرقيق وأدبه الرفيع . اليوم، وهو مهندس في علوم البرمجة ، خريج الجامعة الأميركية في بيروت، يظل فخري به أكبر من أي شهادة أو إنجاز. فخري به لأنه لم ينسَ أبداً قيمنا ، يحترم الجميع ويجعل العلم أداة للخير والخلق الرفيع. كل خطوة يخطوها تشبه شعاعًا من نور، يملأ البيت والروح سعادة.

قبل أيام قليلة، رافقني في رحلة عمل إلى ارمينيا للاطلاع على مشاريعنا الزراعية هناك، بين حقول الجوز والكستناء، وعلى التلال التي تكسوها أشجار الصنوبر اللبناني، رأيت الرجل الذي صار بين يديّ . لم يعد الطفل الذي كنت أحمله، بل شابٌ يتحمل المسؤولية بعزم، ويواجه الحياة بعينين صادقتين ونفس هادئة. كانت لحظة صمت توقف الزمن قليلاً أمامي حين ادركت أن ثمرة العمر قد اكتملت، وأن كل السهر والجهد والانتظار قد تجسدوا في هذا الفخر الذي يملأ الصدر. شعورٌ لا يوصف، كحضن الشمس الدافئ بين يديه، كأن الأيام كلها ابتسمت لي في هذه اللحظة، ووجدت في نجاح ابني انعكاسًا لكل الحب والأمل الذي زرعته طوال السنين.

هو الابن الثالث بعد شقيقتيه ، هو الذي يحمل الحب والوداعة في قلبه الكبير ، كما يحمل نور الشمس الدفئ في صباح هادئ . رغم طموحه وتميزه في الجامعة فانه لم ينسَ يومًا أن يكون ابنًا محبًا، وأخًا داعمًا، ورفيقًا صادقًا للجميع. في كل كلمة ينطقها، وفي كل تصرف يقدمه، يتجلّى التوازن الرقيق بين الطموح واللطف، بين النجاح والإنسانية . هو فخر أمه وبهجة والده، ومرآة لكل القيم والمبادئ التي نؤمن بها، ونجاحه اليوم وهو يدخل معترك الحياة والعمل لا يفرح قلبه وحده، بل يملأ روح العائلة دفئًا وبهجة، كأن الفرح يجتمع في حضوره ويزهر في كل مكان. نشكر الله ونحمده على نعمة الابناء في حياتنا , وحماك الله مهندس سنداً لوطنك في ارضه رافضاً للهجرة
نقولا ابو فيصل : كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
www.nicolasaboufayssal.com