الشامسي: طرابلس مدينة الإعتدال
استقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في دارته بطرابلس، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان الدكتور حمد سعيد الشامسي ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام في الإمارات الدكتور أحمد الجروان، وكان عرض للأوضاع الراهنة في طرابلس وعلى الساحة اللبنانية.
وقد أولم الشعار للوفد، في حضور النائبين سمير الجسر وديما جمالي، الوزراء والنواب السابقين: أحمد فتفت، عمر مسقاوي، قاسم عبد العزيز ومصطفى علوش، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، أمين الفتوى في طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، عضوي المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الدكتور عبد الإله ميقاتي وعلي طليس، قائد سرية درك طرابلس المقدم عبد الناصر غمراوي، المدير الاقليمي لجهاز أمن الدولة في الشمال العقيد فادي خالد، رئيس شعبة معلومات الأمن العام في الشمال المقدم خطار ناصر الدين وعلماء ورجال دين.
وقال الشامسي: “طبعا زيارتي لطرابلس وإلى بيت سماحة المفتي مالك الشعار مكملة للقاءات السابقة وآخر لقاء بيننا كان في مقر سفارة الإمارات في بيروت. ويهمنا التواصل مع سماحة المفتي ومع أبناء مدينة طرابلس، هذه المدينة التي نكن لها كل احترام وتقدير ومحبة، ودعمنا لهذه المدينة هو من أيام الشيخ زايد رحمه الله منذ أكثر من 45 سنة، ويهمنا أن نقف على احتياجات المدينة والتواصل مع جهة الإعتدال والتسامح. وفي هذه الزيارة طبعا رافقني معالي الوزير أحمد الجروان الذي هو رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، وإن شاء الله نترجم هذه الزيارة بأمور مستقبلية تخدم المدينة”.
أضاف: “طبعا لا يخفى على أحد أن الأمور في المنطقة غير مستقرة وكثير من التنظيمات تسعى إلى استهداف الشارع الإسلامي وتحديدا السني، وطرابلس مدينة الإعتدال ومدينة التسامح وكل أهلها ونوابها هم من الناس المعتدلين وخطابهم سواء كان السياسي أو الديني هو معتدل، لكن المواضيع الإقتصادية والبنى التحتية إضافة إلى المتطلبات من دول الخليج كانت حاضرة في هذا اللقاء، وأن لا يكون هناك انفتاح على أجندات سياسية معينة للدخول إلى هذه المدينة، فأهل طرابلس هم أهلنا وتواصلنا معهم مستمر”.
وتابع: “طبعا هذه الزيارة بتنسيق وترتيب من دولة الرئيس سعد الحريري وسماحة المفتي دريان، واليوم نحن في منزل سماحة المفتي الشعار وكل المحبة والتقدير لمن حضر واستقبل”.
من جهته، قال الشعار: “يوم مبارك وأغر سعدت به مدينة طرابلس باستقبال وفد مميز رفيع المستوى يتقدمه سعادة سفير الإمارات الدكتور حمد الشامسي مع معالي الأستاذ أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للسلام والتسامح، وكلاهما خيار من خيار، فضلا عما يمثلون من دور سياسي لبلد يمثل دور الأب والقائد في محيطنا العربي والإسلامي. دولة الإمارات هي كالبدر أو كالشمس حضورا وتأثيرا وعطاء، من هنا تأتي أهمية زيارة هذا الوفد لمدينة طرابلس التي تختزن وتعتز بمحبة لها جذورها التي تعود إلى المؤسس الأول لقيام دولة الإمارات المغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله”.
أضاف: “أنا أعتقد أن دور الإمارات لم يزل يسير في ذلك الأفق المشرق المضيء الذي ارسى قواعده وبعده السياسي والعربي والإنساني، زايد بن سلطان رحمه الله، والذي يقوم على التآزر العربي والتسامح والإستيعاب وأن يكون الناس جميعا عائلة واحدة ويدا واحدة. وهذا الوفد جاء ليرسي بزيارته، هذه المضامين والمعاني من خلال استيعابه واهتمامه بمشاريع طرابلس واحتياجاتها، ولا مانع عندي أن أقول المشاريع الخيرية التي تقوم بها دار الفتوى في الشمال ودائرة الأوقاف الإسلامية”.
وتابع: “مرحبا بكم أيها الإخوة الضيوف أنتم في داركم وبيتكم ومدينتكم، وشعرت منذ لحظة الوصول كم يحمل أبناء المدينة من الحب والعاطفة والوفاء لدولة الإمارات عامة ولحكامها وشيوخها ولمؤسس الدولة من ولاء ودعاء ووفاء. هذا الوفد الكريم الذي نرحب به حملناه كما كبيرا من متطلبات المدينة واحتياجاتها، وأنا أعلم أن أكتافهم قادرة على الحمل والإستيعاب وأن صوتنا سيصل إلى ضمير القادة في دولة الإمارات. عشتم وعاشت دولة الإمارات وعاش لبنان”.
أما الجروان فقال: “في الحقيقة ما لمسناه من صاحب السماحة وأصحاب المعالي والسعادة والفضيلة هو كرم البيت اللبناني وكرم البيت العربي، وكذلك الأمن والإستقرار المهم جدا والرسالة الواضحة لهذا البلد ولهذه المدينة بشكل خاص باعتبار أن طرابلس هي مدينة الحب والسلام، مدينة الأمن الإستقرار، المدينة التي أنجبت الخيرين والشرفاء والوطنيين الذين يحبون بلدهم ويحبون العالم العربي. هذه المدينة وهذا البلد تربطهم علاقات متميزة ومتجذرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة تدفعنا إلى أن نستفيد ونستثمر من العلاقات التي بنيت في السابق”.
أضاف: “من المهم جدا أن نشير الى أن مدينة طرابلس هي مدينة اعتدال وحب وسلام وأمن واستقرار، وقطعت الطريق على كل من يريد أن يشوه الصورة وعلى كل من يريد أن يدفع بهذه المدينة إلى سمعة غير طبيعية من إسلام سياسي ومن دول تدعم الإرهاب وتريد أن يكون لها موقع في هذا المكان وهذا البلد. وهذه المدينة هي مدينة نظيفة وطاهرة، ولن يكون هناك أي موطىء قدم لكل دولة تدعم الإرهاب، أو تستغل طيبة أهل المدينة وشعبها الكريم لينحرف عن مساره الإسلامي الوسطي الصحيح الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وتابع: “نحن سعداء وما شهدناه من أمن واستقرار وهدوء وثقافة عربية أصيلة ولبنانية أصيلة ثقافة تنم عن شعب واع ومتفهم، بحيث لن يكون هناك مجال لكل من يريد أن يشوه هذه المدينة لأنها مدينة خير، وهناك من المتطرفين الذين يريدون بذر الشر ولكن هذه الأرض لا تصلح لزراعة الشر، وهي أرض للخير والسلام”.
وختم: “نحن في المجلس العالمي للتسامح والسلام سعداء وممتنون أننا استفدنا من سماحة المفتي ومن الضيوف الكرام، وما سمعناه وشاهدناه خلال تجوالنا وأيضا من سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة وما وجدنا من علاقة وحب لدولة الإمارات أسس لها المغفور له الشيخ زايد رحمه الله وقيادة الإمارات وطبعا وجود سعادة السفير حمد الشامسي، عزز هذا التواصل وتفاصيل هذه العلاقات. ونحن والله نقول شيئا من القلب، فطرابلس بشعبها ولبنان بصورة عامة بلد كريم، بلد عربي أصيل ننتظر منه الكثير. ونحن متأكدون بأنه لن تكون هناك بذور شر تخرج من هذه المنطقة، وكل من يدعم الإرهاب من دول محيطة ومجاورة لن يحصد نتاج بذور الشر في هذه المنطقة”.