انهيار تاريخي للريال الإيراني
سجلت العملة الايرانية أمس تدهوراً تاريخياً مع تأهب الإيرانيين للسابع من آب المقبل عندما ستقوم الولايات المتحدة بإعادة فرض دفعة أولى من العقوبات على اقتصادهم.
فقد انخفض الريال الإيراني إلى 112 ألفاً مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء أمس، بعدما كان 98 ألفاً مقابل الدولار أول من أمس، ليخسر بذلك نصف قيمته مقابل الدولار خلال أربعة أشهر فقط.
وفي حين لم تدخل القرارات الأميركية معاقبة طهران اقتصادياً حيز التنفيذ، إلا أن الكثير من المحللين يرون أنها السبب الرئيسي في انهيار العملة الإيرانية. ويعتبرون أن الوضع الاقتصادي الإيراني الحالي لا سيما عملتها الوطنية، بات يشبه كثيراً مثيله الفنزويلي حيث انهارت عملة البلاد بشكل غير مسبوق.
ولم يصدر أي تصريح من حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي وعد قبل أربعة أشهر بمواجهة انهيار عملة بلاده الوطنية حينما كان سعر الدولار 50 ألف ريال.
وكتبت وكالة «إيسنا» الطلابية حول انهيار العملة الإيرانية أمس قائلة: «بات الأمر غير واضح في سوق الصرف، على أي أساس يرتفع الدولار بهذا الشكل، اليوم الأحد (أمس) وبينما تكون الأسواق العالمية مغلقة، ارتفع الدولار في سوق العملات الإيرانية إلى 110 آلاف ريال».
وفي المقابل، اكتفت وكالات إيرانية مثل «فارس نيوز» و«تسنيم» المقربتين من الحرس الثوري والأمن الإيرانيين بالبقاء على تقاريرها حول العملة ليوم أول من أمس ولم تحدّث الأسعار الجديدة للدولار والعملات الأجنبية الأخرى، رغم أن الخبر في الساعات الماضية أصبح في طليعة أخبار المواقع الإيرانية بعناوين مشابهة تقريباً وهو «انهيار تاريخي للعملة».
وكان سعر الصرف الذي حددته الحكومة بلغ 44070 ريالاً مقابل الدولار الواحد، مقارنة بنحو 35186 في الأول من كانون الثاني.
وكانت الحكومة الإيرانية استبدلت الأسبوع الماضي محافظ المصرف المركزي ولي الله سيف، وألقت على سياسته باللوم في تراجع الريال الإيراني. وعينت بدلاً منه عبدالناصر همتي، رئيساً جديداً للمصرف المركزي، بهدف الحد من انهيار العملة الوطنية، في قرار لم ينعكس على سعر العملة حتى الآن.
وفي المقابل، خففت الحكومة الإيرانية القيود المفروضة على جلب العملات الأجنبية إلى البلاد لمكافحة الإتجار في السوق السوداء. لكن التجارة في السوق السوداء تواصلت وسط قلق الإيرانيين من استمرار الصعوبات التي يعانيها الاقتصاد، وحوّلوا عملتهم إلى الدولار كطريقة آمنة للحفاظ على مدخراتهم، أو كاستثمار في حال استمر تراجع الريال.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت انسحبت من اتفاقية 2015 بين القوى العالمية وإيران، التي رُفعت بموجبها العقوبات عن طهران مقابل تقليص برنامجها النووي. وقررت واشنطن إعادة فرض العقوبات، متهمة طهران بأنها تشكل تهديداً أمنياً، وأبلغت الدول بضرورة وقف جميع وارداتها من النفط الإيراني اعتباراً من الرابع من تشرين الثاني المقبل، وإلا ستواجه إجراءات مالية أميركية.
ووصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران بأنه من أسوأ الاتفاقات في العالم. لكن في محاولة لإنقاذه، يُعد الشركاء الأوروبيون فيه حزمة إجراءات اقتصادية لموازنة الانسحاب الأميركي. غير أن فرنسا قالت في وقت سابق هذا الشهر إن من المستبعد أن تستطيع القوى الأوروبية وضع حزمة اقتصادية لإيران من أجل إنقاذ الاتفاق النووي قبل تشرين الثاني المقبل.
(أ ف ب، رويترز، بي بي سي، العربية)