أبو فاعور استقبل الجميّل:”راشيا تاريخيا صناعية”
في إطار تفعيل انطلاق مشروع المدينة الصناعية النموذجية في قضاء راشيا، استقبل عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور رئيس جمعية الصناعيين في لبنان الشيخ فادي الجميل على رأس وفد من الجمعية في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا.
النائب أبو فاعور أكد أن القطاع الصناعي واحد من القطاعات المظلومة والتي لا تحظى بالدعم والرعاية الكافية، وطموحنا ان تصبح هذه المنطقة صناعية، ونقدم تجربة توفر كل امكانيات الحياة لهذه المنطقة، حيث فيها المستشفى والجامعة ودوائر الدولة وبالتالي يكون فيها مراكز الانتاج “الصناعية والحرفية” او اي مركز انتاج آخر، واعتبر ان “الدولة استنفذت واستنزفت ولم يعد هناك مجالات في القطاع العام الذي اصبح متخما وعبئا كبيرا على خزينة الدولة، والواجب توجيه الناس الى القطاعات المنتجة، مشددا على اهمية حماية الصناعة ودعمها، وقال بالرغم من الجهود التي بذلت من وزراء الصناعة لا سيما الوزير حسين الحاج حسن، ولكن المشكلة مشكلة نظام سياسي وتركيبة سياسية.
وتابع ابو فاعور” تم تصنيف منطقة صناعية في هذه المنطقة وطموحنا ان تتحول الى مدينة صناعية، كونها تاريخيا صناعية، فيها صناعات كانت بدائية في مرحلة معينة ،لكنها تطورت واصبحت تصنع مواد تصنيع أي آلات صناعية، وتابع “هناك صناعات تدهورت مثل الفضة والتطريز وغيرها وهناك صناعات تطورت بشكل كبير مثل صناعة المدافىء والوجاقات، وباتت تصدر الى الخارج وثمة امكانية لصناعات اخرى يمكن ان تتطور في المنطقة.
وأوضح أبو فاعور “هدفنا ان نقدم تجربة صناعة مميزة في المنطقة لأن الجغرافيا تساعدنا في هذه المنطقة لقربها من طريق الشام الذي سيفتح عاجلا ام آجلا، ووجود اليد العاملة وهناك مصانع موجودة ومبادرات لمصانع جديدة، وهذا يحتاج الى مساعدة جمعية الصناعيين ونحن الى جانب من يريد ان يستثمر بالصناعة في هذه المنطقة.
رئيس جمعية الصناعيين الشيخ فادي الجميل قال:” كل التقدير لجهود النائب ابو فاعور لما قدمته للبنان لانك لبناني اصيل، ونعرف دورك في الحكومة من اجل دعم هذا القطاع وتعزيزه في هذه المنطقة، وتابع” لبنان بلد فرص وقدرات، ولكننا نعيش بنمط لا يشبهنا، صادراتنا كانت اربعة مليارات ونصف المليار دولار، اصبحت مليارين ونصف المليار دولار، والمطلوب الوقوف الى جانب الصناعة التي باتت قضية وطنية، ومنذ مدة اتخذت اجراءات ونحن بحاجة الى ضبط الاغراق والتهريب والمنافسة غير الشرعية في عدد من المؤسسات التي تنافسنا بعقر دارنا من النازحين، مشيرا الى دور الصناعة المهمة وانعكاسها على كثير من القطاعات وتحريك الدورة الاقتصادية حيث بامكان معمل ناجح ان يحرك ما يقارب 12 معملا، ضمن منظومة متكاملة.
واضاف الجميل”الصناعة ليست لمصالح بعض الصناعيين بل تشغل كل الاقتصاد ، ونحن لدينا قناعة ان في لبنان كنزا صناعيا، لان كل صناعي هو تاجر ومبتكر ومدير،مشيرا الى وجود طاقات كبيرة يجب الاستفادة منها، ونحن نتطلع الى الصناعة اليوم برؤية جديدة ونتعاون جميعا لفرض دور الصناعة في هذا البلد، خاصة في المناطق التي تنعشها الصناعة، والتي تتركز فيها بعض الصناعات التقليدية وكل همنا البلد، لان الصناعة ليست فقط الات بل رجال ايضا ، ولدينا اقوى الرجال، مستذكرا تجربة الوزير الشهيد بيار الجميل، وقال” هذه المنطقة منبع الرجال، مشيرا الى ان في لبنان 232 مليار دولار في المصارف ولدينا اعلى نسبة ذكاء واموال ولا نتقدم، ومن المعيب ان نصدر شبابنا الى الخارج ونقول لهم ليس لدينا فرص عمل.
وتابع الجميل:” الصناعيون ابطال الاقتصاد وبهمتهم يستطيعون ان يقوموا بدور فاعل ووجودنا اليوم لنرى كيف يمكن ان نطور الصناعة واستفادة لبنان من قدرات الصناعيين ؟ لأننا نؤمن بتنمية المناطق التي ترفد الاقتصاد الوطني للوصول الى النمو المستدام، مشيرا الى امكانية تطوير قطاع التصنيع الزراعي في هذه المنطقة، مشددا على دور الدولة من خلال تخفيف الاعباء على الصناعيين ومعالجة بعض الاكلاف التي ترهق الصناعة لا سيما موضوع النقل بسبب اقفال الحدود.
مدير عام وصاحب شركة كونسروا شتورة المهندس عبد خضر أكد أن “الصناعة تحتاج الى رجال وانا اعمل منذ 35 سنة مهندسا للصناعات الغذائية، اشكر النائب ابو فاعور الذي كان له الدور الكبير في حماية الصناعة من خلال حملة “سلامة الغذاء” التي عززت تصدير منتوجاتنا الى الخارج، خصوصا الى اوروبا، معتبرا أن التسهيلات مطلوبة وعلينا ان نعمل على دعم المزارعين وشراء منتوجاتهم كي لا يقعوا ضحية بعض السماسرة، واستعرض تجربة احد مزارعي التوت من منطقة راشيا حيث تم تصنيع المنتج وتحويله الى مركز توت ليتبين انه ينافس اي منتج اوروبي. وقال نحن اليوم بخدمة الصناعة والصناعيين والمزارعين ودعا الى تقديم كل التسهيلات للصناعيين لتبديد مخاوفهم واطلاق طاقاتهم.لأن الصناعة تحتاج إلى شجاعة وإلى مبادرات تكسر الحواجز وتفتح آفاق جديدة وتوفير فرص عمل خصوصا اننا نملك كل مقومات ومكونات الصناعة الغذائية وغيرها من الصناعات.
وتحدث رئيس لجنة المدن الصناعية ميشال الصياح عن دور المدن الصناعية في تامين الاستقرار الاقتصادي وتنمية المناطق وتحقيق اللامركزية التي من شأنها ان تنمي الصناعة. ثم مداخلة للمنسق العام للانشطة في جمعية الصناعيين سعيد حمادي ركزت على رؤية الصناعة اللبنانية المتطورة وكيفية تعزيزها ودعمها في السوق اللبنانية وفي الخارج.
وتضمن اللقاء مداخلات لعدد من صناعيي قرى راشيا وكيفية تطوير هذا القطاع وتنميته خصوصا في المنطقة الصناعية،حيث اعتبر صاحب مصنع مدافىء جبل الشيخ “الشيخ جمال الدين ابو ابراهيم الى ان المنطقة الصناعية ضرورية، ولكن ضمن خطة ومنهجية تنطلق من مدى قدرة جمعية الصناعيين والدولة على تقديم التسهيلات ومساعدةالصناعيين، ومنها دعم فرص المشاركة في المعارض العالمية وفي اوروبا وغيرها وتابع” نحن لدينا قدرة انتاج في مصنعنا على انتاج مئة ألف مدفأة وغيرنا لديه القدرة على الانتاج ولكن السوق اللبنانية لا تتحمل، فصدرنا الى الاردن وسوريا وهذا لا يكفي ونحن نحتاج الى اسواق جديدة والى معارض خارجية كبرى، مشيرا الى اننا زرنا معامل الانتاج في بلجيكا وفرنسا وايطاليا واستطعنا ان نتفوق على انتاج تلك الدول بالجودة والاداء ولكننا نحتاج وقوف الدولة الى جانبنا.
ثم كانت كلمة ترحيبية من عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ اسعد سرحال نوه فيها بعمل اللجنة وباهمية المنطقة الصناعية وضرورتها كقيمة اقتصادية واجتماعية.
منسق اللقاء ومقرر لجنة الشؤون الاجتماعية في جمعية الصناعيين فارس الشوفي اعتبر ان انجاز منطقة صناعية في راشيا من شأنه ان يؤمن الكثير منفرص العمل وان يضع المنطقة بقوة على خريطة الصناعة اللبنانية وتساهم في التنمية الاقتصادية وفي تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتنمية الريف والحد من الهجرة،منوها بجهود النائب ابو فاعور ورئيس جمعية الصناعيين لانجاح هذا المشروع وتوفير مقومات استمراره وتطوره، فيما اشار مدير معمل تيم بلاست” قيد الانشاء” فاضل جمال الى اهمية المنطقة الصناعية لانها فتحت الفرصة امامنا للاستثمار وتعزيز دور الصناعة في المنطقة وبالتالي ستخلق الكثير من فرص العمل المتنوعة في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان بالتوازي مع التخمة في التوظيف في القطاع العام ومؤسسات الدولة.
وكانت مداخلات لكل من رئيس بلدية ضهر الأحمر غالب بحمد الذي ركز على اهمية المنطقة الصناعية بعد تصنيفها وكيفية الاستثمار فيها مشددا الى اهمية التسهيلات التي يمكن ان تقدم من اجل تحفيز المستثمرين وركز على دور البلدية في احتضان هذه المنطقة كونها تقع في نطاق بلدة ضهر الأحمر. أما الصناعي ريدان محمود فشرح واقع المدينة الصناعية والمشكلات التي تعترض القطاع الصناعي في المنطقة وكيفية تطوير هذا القطاع وتنميته، ودور الجهات المانحة في نجاح مشروع المنطقة الصناعية. ثم كانت مداخلة للصناعي موفق منذر الذي اشار الى الصعوبات التي تعترض تحويل المنطقة الصناعية الى مدينة صناعية وأليات تاهيل المنطقة بالبنى التحتية وطرق الاستثمار مقدرا الجهد الذي يبذل من اجل نجاح هذا المشروع.
وبعد غداء تكريمي لجمعية الصناعيين جال الحضور في المنطقة الصناعية في نطاق بلدة ضهر الاحمر وتفقدوا معاملها ومواقع تلك التي هي قيد الإنشاء.