ابو فاعور من خربة قنافار: استعصاء تشكيل الحكومة مرده الى عقدة الاستئثار والتحكم
أكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور ان “لا حزب حاكما ولا فرد مطلقا في لبنان، وعلى الذين تستهويهم هذه الادوار ان ينظروا الى ما آلت إليه تجارب الاحزاب الحاكمة في غير دولة عربية، وان ينظروا الى ما آلت اليه تجارب الاستئثار والاحتكار والاقصاء والسيطرة على الحياة السياسية في كل هذه الدول والاقطار”، معتبرا “ان الاستعصاء الحالي في تشكيل الحكومة مرده الى قضية واحدة وعقدة واحدة تمنع تشكيل الحكومة هي عقدة الاستئثار والتحكم والاحتكار والسيطرة لمن ظن ان مشروعه السياسي لا يقوم الا على الغاء الموقع للقوى السياسية التي لا تعجبه ولا تؤيده ولا تسير مساره ولا تنحني لمشيئته”.
كلام النائب أبو فاعور جاء خلال تمثيله رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط في افتتاح مقر وكالة داخلية البقاع الغربي في الحزب في بلدة جب جنين، باحتفال أقيم في مجمع west Bekaa country Club في بلدة خربة قنافار، في حضور النائب هنري شديد، الشيخ حسن أسعد ممثلا النائب محمد نصرالله، النائب السابق أمين وهبي، الشيخ طالب جمعة ممثلا المفتي خليل الميس، الأب وسام ابي نصر ممثلا المطران جوزيف معوض، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، مفوض الشؤون الداخلية هشام ناصر الدين، والقيادي في التقدمي وهبي ابو فاعور، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون البقاع الغربي وراشيا علي حسين الحاج، وللشؤون الإسلامية الشيخ علي الجناني، القاضي الشيخ اسدالله الحرشي، مسؤول الجماعة الإسلامية في البقاع الشيخ عمر حيمور مع وفد من قيادة الجماعة، الأب ابراهيم كرم، منسق عام تيار المستقبل محمد حمود، وكلاء داخلية التقدمي في البقاع الأوسط خليل سويد والبقاع الغربي حسين حيمور وراشيا رباح القاضي، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح ابو منصور، رئيس اتحاد بلديات البحيرة يحيى ضاهر، عضو الهيئة الإدارية في الاتحاد العمالي العام أكرم عربي، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات.
وقال: “في لبنان درة تاج الدستور هي في اتفاق الطائف الذي حقن الدماء بين اللبنانيين وادخل لبنان في زمن المصالحة والشراكة، ويجب الا يظن أي فريق حاكم ان بمقدوره أن يعيد عجلة الزمن اللبناني الى الوراء، فكفى تدميرا وتجويفا وانتهاكا للطائف باعراف تحاول ان تتفادى الاعلان الواضح الصريح باستهداف الطائف، كفى تهديدا لرئيس الحكومة المكلف بهرطقات دستورية وبانقلابات من هنا أو من هناك، التكليف تكليف دستوري غير قابل للعزل، وتكليف رئيس الحكومة لا ينزعه منه إلا المجلس النيابي ولا يجوز ان نحول مهمة الرئيس المكلف الى مهمة مستحيلة ونقول له من جانب اخر تنح فانت لا تستطيع تشكيل الحكومة”.
وقال: “لنتحدث بصراحة، مشروع الاستئثار هذا بدأ في صياغة قانون الانتخاب الذي صيغ على قاعدة واضحة في زمن صعب، كان العنوان الذي اجبرنا واجبر الكثير غيرنا من القوى السياسية على القبول به على مضض، هو الخيار الذي طرح في تلك الفترة بين اجراء الانتخابات النيابية على قانون مسخ اعوج او عدم اجراء الانتخابات النيابية، ففضلنا وان اعلنا اعتراضنا على هذا القانون السير به وقبلنا المنازلة على اساسه. هذه المحاولة بدأت مع قانون الانتخاب الذي صيغ على قاعدة الرغبة في اسقاط والتقليل من شأن قوى سياسية اساسية، واستمرت هذه المحاولة في الانتخابات النيابية، وجرت الانتخابات وكانت النتائج وفاز الحزب التقدمي الاشتراكي في هذه الانتخابات في البقاع الغربي وراشيا، كما في غيرها من المناطق، واعتقدنا ان هذه النتيجة الانتخابية يجب ان تشكل رادعا لبعض العقلاء في التنحي والتوقف عن هذه المحاولة الالغائية، لكن للاسف هذه المحاولة اشتدت ضراوة وهذا ما يجري حاليا في تشكيل الحكومة، والذي يجري هو اعادة غطس في نفس مياه النهر، نهر الاقصاء والتهميش عبر الانقضاض على اتفاق الطائف وعبر الاستقواء على قوى سياسية بصلاحيات واهية بل بالتسلط على الصلاحيات، وبالانقلاب على الطائف الذي قرر بشكل واضح ان القرار السياسي هو في الحكومة اللبنانية مجتمعة والذي تتمثل فيها كل القوى السياسية”.
وأردف: “فزنا في الانتخابات واصحاب قرار الاستئثار يستمرون في مسعاهم كيف كان سيكون الوضع لو خسرنا الانتخابات؟ كيف كان سيكون التصرف لو كانت نتائج الانتخابات وفق ما اشتهت وتشتهي مصالح هذا البعض؟”.
وعن تشكيل الحكومة قال: “لن تكون حكومة في لبنان ما لم تذلل تلك العقدة في رؤوس بعض الذين يريدون ممارسة الاستئثار، ولا يصح ان نقول للرئيس سعد الحريري لديك مهلة زمنية وإلا سنلجأ الى توجيه رسالة الى المجلس النيابي، فما معنى ذلك؟ فلتوجه رسالة الى المجلس النيابي، وما الضرر في ذلك، وهذا امر طبيعي ودستوري ويستطيع رئيس الجمهورية ان يوجه رسالة وبدل الرسالة رسائل الى المجلس النيابي، ويجتمع المجلس ويتصارح ويتناقش حول من يعيق تشكيل الحكومة حاليا؟ لكن التهويل بهذه الطريقة لانتزاع تنازلات غير محقة من رئيس الحكومة ومن قوى سياسية اساسية لا تطالب الا بالحد الادنى من التمثيل وباحترام نتائج الانتخابات النيابية التي يقولون سرا وعلنا انهم يحترمونها لكنهم في القسم الكبير من مسلكهم يحاولون الانقلاب عليها”.
وأكد “اننا اليوم واياكم نرسم مرحلة جديدة من التواصل ومن الحضور الدائم ومن العلاقة المستمرة التي نأمل ان تشكل حافزا لنا ولكم في المزيد من العمل مع الزملاء النواب الحاليين والسابقين ومع القوى السياسية والفعاليات المحلية والهيئات المنتخبة لاجل انماء هذه المنطقة”.
واضاف: “نقف اليوم في هذه المنطقة المضحية التي عاشت حلم فلسطين وقضيتها واحتضنت ابناء فلسطين والعروبة من ابناء لبنان ومن غير ابناء لبنان الذين جاءوا وعبروا واستقروا في هذه الارض، وناضلوا لاجل فلسطين ومن اجل عودة اهلها”.
ولفت الى “ان هذه المنطقة انحازت تاريخيا الى الاحزاب التي حملت آمال وهموم واحلام الشعب اللبناني على تنوعها واختلاف مشاربها ومنطلقاتها الفكرية والسياسية، هذه المنطقة التي قاومت وقاتلت العدو الاسرائيلي من جمال ساطي في كامد اللوز الى لولا عبود في القرعون الى ابناء سحمر ويحمر ولبايا ومشغرة وغيرها من قرى البقاع الغربي الذين قاتلوا ودافعوا واستشهدوا لاجل تحرير لبنان والجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي، هذه المنطقة التي ما كاد حلم الحرية والاستقلال يظهر مع رفيق الحريري ومع وليد جنبلاط حتى انحازت اليه سريعا، هذه المنطقة التي زحفت الى قلب العاصمة بيروت لكي تنتصر لدماء رفيق الحريري وشهادته، هذه المنطقة التي ما كاد فجر المصالحة يشرق فوج جبل لبنان حتى انحازت اليه وقفت الى جانب وليد جنبلاط وغبطة البطريرك صفير”.
غطمة
وكانت كلمة لفؤاد غطمة باسم وكالة داخلية البقاع الغربي اكد فيها “تاريخ المنطقة النضالي الى جانب الشهيد كمال جنبلاط وانحيازها الى الخط العروبي والى النهج الناصري والتزامها القضية الفلسطينية ومؤخرا انتفاضة الاستقلال”.
وتوقف عند محطات نضالية في تاريخ المنطقة حيث زارها الشهيد كمال جنبلاط مرارا واستمرت وفية لنهجه وحزبه مع وليد جنبلاط وستكمل مع تيمور جنبلاط.
وعرض فيلم وثائقي يجسد التاريخ الحزبي للمنطقة منذ تأسيسه بعنوان “اشتراكيو البقاع الغربي… قصة راية حمراء من السهل الى الجبل”، من اعداد وانتاج جريدة الانباء الالكترونية.