سعد: مصالحة الجبل تاريخية، أبو فاعور:للسير عكس امواج التعصب
اعتبر النائب السابق اللواء أنطوان سعد”إننا نعيش واقعا لبنانيا مأزوما يتجاوز أزمة تشكيل الحكومة إلى أزمة نظام وكيان، لا بل أزمة وطن، لأن ثمة من يحاول أن ينقلب على اتفاق الطائف، حيث بدأ الإنقلاب عبر قانون انتخاب عنصري مذهبي قانون مسخ خاطه عقل مسخ، لتكريس منطق التمذهب والتقوقع ، وأكد أن مصالحة الجبل هي أوثق مصالحة تاريخية عرفها لبنان الحديث ولا يحاولن احد المساس بمقدسات الجبل، واذا كان فائض القوة عند البعض يتيح له نبش القبور والتذكير بسنوات الحرب فهو واهن وواهم.
من جهته أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور أنه ” أحيانا تخرج علينا الخطابات بمعنى غرائزي وبمنطلق التحشيد معتبرا أن القانون الانتخابي السيء الذكر الملعون الذي اقر هو الذي عمق الطائفية، واعاد البلاد سنوات الى الوراء في لعنة الصوت التفضيلي وهو صوت شبه طائفي والذي هو تحايل شكلي وظاهري على القانون المسمى زورا بالقانون الارثوذكسي، مشيرا إلى ان الانتخابات وما أعقبها جرت علينا المزيد من التقوقع المذهبي والطائفي والغرائزي،مؤكدا السير عكس أمواج التعصب والمذهبية التي يريد البعض ان يستفيد منها لكي يتقوقع اللبناني اكثر فاكثر.
كلام سعد وأبو فاعور جاء خلال غداء تكريمي اقامه النائب السابق أنطوان سعد في دارته في راشيا لفعاليات في المنطقة بحضور عضوي اللقاء الديمقراطي النائبين هنري حلو ووائل أبو فاعور، النائب السابق أمين وهبي، الأكسيريخوس إدوار شحاذي ممثلا المطران الياس كفوري، والاب يواكيم أبو كسم، القاضي وسيم أبو سعد، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، مسؤول القوات اللبنانية المحامي ايلي لحود، مسؤول تيار المردة في راشيا موسى زغيب، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، رئيس بلدية راشيا بسام دلال، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، عضو هيئة مكتب الإتحاد العمالي العم النقابي أكرم عربي، نائب رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي رئيسة بلدية بيت لهيا جيزيل خوري المخرج بودي معلولي،أعضاء المجلس المذهبي الدرزي علي فايق، مروان شروف نضال أبو حجيلي، وحشد من رؤساء البلديات والفعاليات .
سعد
وفي كلمة له قال سعد:” من دواعي سروري اليوم ان نلتقي قامات كريمة من طينة هذه المنطقة التي تفخر بأهلها الطيبين الصادقين، قامات كرست نهج العيش الحقيقي والشراكة الفعلية، وأغنت هذه القرى بقيم الخير والاصالة.
وتابع سعد” نشأت على حب راشيا وأهلها، بعيدا من التعصب والإنحياز والتطرف، وانحزت الى الشراكة والتآخي وقبول الآخر، وهذا ما تعلمته من مسيحيتي التي وجدتها واقعا حقيقيا حين تعرفت وتعمقت بالشهيد الكبير كمال جنبلاط الذي كان فكره ونهجه جوهرة الأديان ونسيجها الروحي، وفي هذه المرحلة الإستثنائية التي يشتد فيها اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي، وقف بالأمس وليد جنبلاط ودعا الى التواصل ورفض أساليب الشحن ليلاقي البطريرك الراعي في زيارته إلى الجبل بكل رحابة صدر ومحبة، علها رسالة تصل إلى من يحاول أن يشوه مشهدية التلاقي المسيحي الدرزي، حيث يطل البعض مغردا خارج السرب الوطني، ناشرا الفتنة بين المذاهب والطوائف، معيدا شبح الإنقسام الذي تجاوزناه، مكرسا منطق الأحادية التي دفنت بعد ولادة اتفاق الطائف الذي كان نتاج تعقل لبناني بعد سنوات الحرب الطويلة.
وقال سعد:”هي رسالة وبكل صدق للتأكيد على ” أن مصالحة الجبل هي أوثق مصالحة تاريخية عرفها لبنان الحديث، حين وقف جبل قبالة جبل ليعقدا صلحا غير قابل للمساومة أو الانكسار، حين وقف بطريرك المحبة والتسامح والتصالح مار نصرالله بطرس صفير مصافحا وليد جنبلاط في قصر المختارة، بمباركة كنسية واسعة وبترحيب حزبي من غالبية الأحزاب والتيارات والقوى السياسية في لبنان ، ليستفيق البعض في لحظة إقليمية وداخلية حرجة محاولا الإنقلاب على هذه المصالحة وتفريغها من مضمونها.
واضاف سعد” لهؤلاء نقول ” ان مصالحة الجبل مقدسة ولا يحاولن أحد أن يمس مقدسات الجبل، واذا كان فائض القوة عند هذا البعض يتيح له نبش القبور والتذكير بسنوات الحرب، فهو واهن وواهم. ورغم ذلك وقف الزعيم وليد جنبلاط بكل شجاعة ووجه دعوة حقيقية لازالة الحواجز ايا تكن هذه الحواجز، ليكتمل عقد المصالحة، بعيدا من منطق الإستقواء أو الاستلحاق أو الشعور بالتحسس من هذا الانجاز الوطني.
ورأى سعد ” إننا نعيش واقعا لبنانيا مأزوما يتجاوز أزمة تشكيل الحكومة إلى أزمة نظام وكيان، لا بل أزمة وطن، لأن ثمة من يحاول أن ينقلب على اتفاق الطائف، حيث بدأ الإنقلاب عبر قانون انتخاب عنصري مذهبي قانون مسخ خاطه عقل مسخ، لتكريس منطق التمذهب والتقوقع ، قانون العقارب والافاعي كما اسموه، الذي اعتقد انه غرز سكينا قاسيا في جسد الوحدة الوطنية، فافرز تحالفات هجينة ومركبة واعادنا الى الوراء. وقد يكرس في السنوات المقبلة مبدأ المثالثة. وتساءل ماذا سيفعل صانعو هذا القانون الهجين؟ موجها الدعوة للبحث عن تعديلات جوهرية لهذا القانون.
وختم سعد ” اهلا بكم في بيت وليد وتيمور جنبلاط في بيت كل المحبين، هذا البيت كما كان على العهد سيبقى مفتوحا لكل اهالي المنطقة، ولئن توقفت عن ممارسة مهامي كنائب فلن أتوقف عن ممارسة دوري الوطني، وسأبقى وفيا لوليد جنبلاط ولن انسى ما حييت وقفته الى جانبي خصوصا ازاء ما حصل في الانتخابات النيابية الاخيرة.حيث كانت وقفته اهم بكثير من اي مقعد نيابي او وزاري وسنستمر الى جانب تيمور جنبلاط، ويدا بيد مع النائب أبو فاعور الذي له في ذمة المنطقة دين كبير وسنبقى سويا في السراء والضراء.
أبو فاعور
النائب أبو فاعور قال “هذا اللقاء يمثل روح العيش الواحد والمصالحة التي ارساها وليد جنبلاط والبطريرك الرمز الكبير التاريخي مار نصرالله بطرس صفيرهذا الرجل الذي حمل هم لبنان وحمى وحدته، وسيكتب تاريخ هذا الوطن ان المصالحة التي ارساها البطريرك صفير هي التي قادت الى الاستقلال، وان الاستقلال الذي انجز هو نتاج تلك السياسة الحكيمة والصلبة والمتبصرة ووجهة النظر والرؤية البعيدة لغبطته.
وتابع أبو فاعور” شكرا لواء سعد على هذه الدعوة التي نلتقي فيها مع اهل واصدقاء ومحبين في راشيا ومنطقتها، وقد خضنا واياك كل السنوات والاستحقاقات الماضية منذ العام 2005 الى العام 2018، سنوات عجاف كان فيها اغتيالات وتهديدات والكثير من التحديات والاستحقاقات، لكن كانت دائما مطعمة بطعم الكرامة والوحدة الوطنية والسيادة والحرية والديمقراطية والاستقلال، حتى اننا كنا نأخذ عليك انك لا تساير ولا تناور، دائما في الموقف الصلب الذي كانت تقتضيه احيانا سياساتنا ان نبارحه الى وقت معين.
واضاف ابو فاعور” قلت هذا البيت هو بيت وليد وتيمور جنبلاط ونحن نقول معك هذا هو بيت وليد وتيمور جنبلاط، وهو بيت كل ابناء راشيا والبقاع الغربي بكافة طوائفهم، هو بيت المصالحة ، صحيح انك خلعت عنك رداء النيابة ولكن لم تخلع عنك رداء الوطنية، تركت النيابة لكنك لم تترك الدور والموقع الوطني، ومن هذا المنطلق نقول بنيابة او من غير نيابة انت الشريك والصديق ومن نعتبر انه مساحة اللقاء والمحبة والعيش الواحد وركن المصالحة في راشيا ، وهذا امر لا يحتاج الى دلائل، انت لم تعبر عنه بالبيانات او التصريحات، بل عبرت عنه بالمسلك والسياسة الصحيحة وبكل الاستحقاقات التي كنت تسعى فيها الى ما يجمع ابناء هذه المنطقة.
وتابع ابو فاعور” للاسف احيانا تخرج الخطابات بمعنى غرائزي وبمنطلق التحشيد وكما قلت بان القانون الانتخابي السيء الذكر الملعون الذي اقر، هو الذي عمق الطائفية، واعاد البلاد سنوات الى الوراء في لعنة الصوت التفضيلي وهو صوت شبه طائفي، والذي هو تحايل شكلي وظاهري على القانون المسمى زورا بالقانون الارثوذكسي.
واضاف أبو فاعور” رأينا اليوم كيف ان الانتخابات وما أعقبها جرت علينا المزيد من التقوقع المذهبي والطائفي ومن الغرائز وسنبقى واياك نسير عكس السير ونبحر عكس امواج التعصب والمذهبية التي يريد البعض ان يستفيد منها او ان يستغل هذه القوانين والطروحات لكي يتقوقع اللبناني اكثر فاكثر، كل في حيزه الخاص او طائفته ومذهبه.
وختم ابو فاعور متوجها الى سعد”اذا كان البعض يتعامل معك تاريخيا على اساس انك عقبة في راشيا تم تجاوزها، فنحن نقول لم تكن في يوم من الايام عقبة بل كنت مرتقى للعيش الواحد والمصالحة في راشيا، وانت بعد النيابة ارتقيت أكثر فأكثر، ولن يستطيع ان يتجاوز العلاقة بيننا وبينك كائنا من كان في هذه المنطقة، وسنبقى نأتي الى هذا البيت بيت اللواء سعد بيت المصالحة والعيش الواحد، فتحفز وتحضر لدينا الكثير من الاستحقاقات نخوضها سويا بل لنتقاسم ايضا زاد المصالحة والوحدة الوطنية.