سنة 8 آذار حركة بلا بركة بانتظار إطلالة نصرالله
علمت “الجمهورية”، انّ “حزب الله” أبلغ الى المعنيين الذين راجعوه في شأن تأييده تمثيل النواب السنّة المستقلّين في الحكومة، انّ لهؤلاء أحقية بهذا التمثيل، لما يتمتعون به من حيثية شعبية أظهرتها نتائج الانتخابات. ونصح الحزب المعنيين، بوجوب أن يستمعوا الى هؤلاء النواب، وانّه يقبل بأي نتيجة يتوصلون اليها معهم، سواء كان تمثيلهم بوزير يُختار من بينهم او من خارجهم، او تخلي هؤلاء عن مطلبهم التمثيلي.
وحتى الآن، لم يظهر أنّ الحريري في وارد تمثيل هؤلاء او حتى الاجتماع بهم، في حين أبدت رئاسة الجمهورية ليونة في الموقف، من دون ان تؤيّد تمثيلهم بوزير. ولكن، علمت “الجمهورية” انّ الوزير جبران باسيل قدّم تصوراً لحل هذه العقدة، وهو يعمل على تسويقه، ويعقد اجتماعات بعيداً عن الأضواء لهذه الغاية، ويطرح فيها توزير شخصية من البقاع الغربي تمثل هؤلاء النواب، مستبعداً خياري توزير أحد النائبين جهاد الصمد وفيصل كرامي المنتمين الى “التكتل الوطني” بزعامة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
وفي معلومات لـ”الجمهورية”، انّ حركة اتصالات نشطت في الساعات المنصرمة ونتجت من مساعٍ جهات رسمية، وكان محورها عين التينة – حارة حريك- بعبدا، وتبعتها زيارة نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي الى عين التينة، حيث كان لافتاً الموقف الذي أعلنه عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وناشد فيه رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، التحرّك للمساهمة في حلّ العقدة الحكومية.
وعلمت “الجمهورية”، انّ وفداً من “اللقاء التشاوري” للنواب السنّة الستة المستقلّين، قد يزور بعبدا في وقت قريب، بعد زيارته أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وهو ما وصفته جهات مواكبة للتأليف، بأنّه يشكّل خطوة قد تمهّد لمخرج من الأزمة الحالية، خصوصاً انّ الخطوة تأتي قبل الكلمة المرتقبة للسيد نصرالله غداً السبت، والتي من المتوقع، إذا ما أثمرت الجهود المبذولة، ان تَرد فيها إشارات إيجابية في اتجاه الحلحلة.
وأكّد المفتي دريان خلال لقائه الوفد، انّ أبواب دار الفتوى “مفتوحة لجميع اللبنانيين ولا تفرّق بينهم، بل تعزّز وحدتهم وتضامنهم”. وتمنّى على الجميع “بذل أقصى ما لديهم لتسهيل ولادة الحكومة”. كذلك دعا “الى التكامل في العمل بين من هم داخل الحكومة ومن هم في المجلس النيابي”.
وكانت مصادر “اللقاء التشاوري السنّي” كشفت أمس، أنّ أركانه طلبوا أمس موعداً للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وانّهم ينتظرون الرد. كذلك لدى “اللقاء” النيّة لزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لكنه لم يطلب موعداً من بكركي بعد. وأشارت المصادر، الى أنّ الهدف من تحرّك “اللقاء” هذا، هو شرح وجهة نظره بعدما سمع مواقف الاطراف، وقالت: “إنّ أركان اللقاء ثابتون على موقفهم، لكنهم يودون ان يشرحوا لمن سيلتقونهم وجهة نظرهم وأسباب مطالبتهم بأن يتمثلوا بوزير في الحكومة”.
في المقابل، قالت مصادر تيّار “المستقبل” لـ”الجمهورية” إنّ “كل الحركة التي يقوم بها النواب السُنّة الستة هي بلا بركة، ولن تدفع أياً كان لأن يكون “شاهد زور” على البدعة التي يتمترسون خلفها بتوجيه من “حزب الله”، وخير شاهد على ذلك، موقف رئيس الجمهورية ميشال عون المنسجم مع موقف الرئيس المكلّف برفض بدعة تمثيلهم، ورسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى “حزب الله” لحضّه على تسهيل التأليف”.
وأكّدت المصادر نفسها، “أنّ عنوان التعطيل بات معروفاً وهو “حزب الله”، والكرة اليوم هي في ملعبه للعودة عن هذه البدعة التي لن تمرّ، لا على رئيس الجمهورية، ولا على الرئيس المكلّف، مهما اشتد الضغط السياسي ومحاولات الابتزاز بعامل الوقت”.