ملف “حزب الله” يتقدم وملف الحكومة يتراجع
في حين يوجه الرئيس ميشال عون رسالة الاستقلال الى اللبنانيين مساء اليوم، يبدو ان اهتمام اللبنانيين بالحكومة بدأ يتراجع، وكذلك اهتمامات السياسيين في ظل بروز نقاط وملفات اكثر اهمية لما لها من انعكاسات على البلد وتتطلب مواقف جامعة لمواجهة تداعياتها ما يجب ان يحمل “حزب الله” تحديدا على دفع حلفائه “السنة المستقلين” الى عدم التصلب الذي يؤدي الى التعطيل في وقت يشعر فيه الحزب بأشد الحاجة الى التفاف داخلي من حوله.
ووقت تتالت المواقف من الحزب امس، وابرزها للمبعوث الاميركي الخاص الى ايران براين هوك الذي اعلن ان اموال ايران لن تصل بعد اليوم الى الحزب، ونائبة وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب التي اعلنت أنّ ” ايران ترسل ملايين الدولارات إلى “حزب الله” ووكلائها في المنطقة لزعزعة الإستقرار”، مشيرةً إلى أنّ “طهران زوّرت وثائق وبيانات وأخفت أنشطة لتمويل الإرهاب”. ولفتت إلى أنّ “البنك المركزي الإيراني يموّل بشكل مباشر الأنشطة الإرهابية على نطاق واسع”،
يعقد مجلس الامن الدولي جلسة مشاورات صباح اليوم بتوقيت نيويورك، سيكون دور “حزب الله” في لبنان محورها من زاوية استعراض المزاعم الاسرائيلية بوجود مخازن اسلحة تابعة للحزب في الاوزاعي ومناطق اخرى ، فيما يتمسك الجانب اللبناني بتأكيد التزام لبنان مندرجات القرار 1701 والتركيز على ان الجولة التي قام بها وزير الخارجية جبران باسيل برفقة السفراء الاجانب المعتمدين لدى لبنان دحضت تلك الادعاءات التي لا يمكن ان يقبلها اي منطق.
وتأتي الجلسة للاطلاع على التقرير الدوري للأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1701 (2006)، حيث تقدم المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيلا دايلر كاردل لأعضاء مجلس الامن احاطة عن الانتهاكات بحق السيادة اللبنانية التي حصلت في الاشهر الاربعة الماضية، منذ التقرير الاخير، والاوضاع على طول الخط الارزق وسير عمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان والمعوقات التي تعيق حرية تحرك عناصرها، اضافة الى احوال مناطق معينة لا يمكن لليونيفل الوصول إليها.
وبحسب مصدر ديبلوماسي لل”المركزية” فإن كاردل التي ستضمَن تقريرها ارتياح الامم المتحدة للتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية والخطوات التي تتخذ لتعزيز قدرات الجيش وتمكينه من القيام بدوره كاملا”، ستشير الى استمرارانتشار السلاح غير الشرعي لـ”حزب الله” والذي وصفه الامين العام للامم المتحدة الشهر الماضي بالأمر الخطير، وسيدعو غوتيريس في التقرير الذي تسلمه رئيس واعضاء مجلس الامن الاربعاء الماضي، الى تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيطرتها على كامل اراضيها من خلال اجهزتها الشرعية ونزع السلاح غير الشرعي في اقرب الآجال.
من جهة ثانية، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية عن الجنرال يوآل ستريك قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قوله إنه “لن يسمح لحزب الله بإقامة جبهة قتالية معادية في الجولان، بجانب التواجد المكثف للقوات الإيرانية في سوريا، لأن ذلك سيجعل هذه الجبهة أكثر تعقيدا، ومفتوحة في مواجهتنا”.
واضاف أن “هناك العديد من المحاولات المتواصلة لإيران في نقل معدات قتالية ثقيلة إلى حزب الله في لبنان، ولذلك فهو تحذير موجه لكل من يحاول المس بأمن سكان إسرائيل على المديين القريب والبعيد، بأنه سيتلقى ردا قاسيا من الجيش الإسرائيلي”.
وقال الجنرال رونين إيتسيك في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم” إن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتحضر لجولة قادمة ضد إيران من خلال تقلده لموقع وزارة الحرب، وحين تكلم عما أسماها المعركة الأمنية الدائرة، والحاجة للعمل بمسؤولية، فهو لم يتحدث كثيرا عن الجبهة الساخنة في الجنوب مع غزة، وإنما عن الجبهة الآخذة بالسخونة مع إيران، وكانت رسالته واضحة: إسرائيل لن تنتظر كثيرا، وإنما ستبادر”.
وأوضح إيتسيك، القائد السابق لسلاح المدرعات بالجيش الإسرائيلي، أن “الواقع الاستراتيجي في الجنوب معقد جدا، لكن القرار عند نتنياهو ألا يفتح معركة جديدة مع حماس، وهو قرار ليس نابعا من ضعف أو تراجع، وإنما من حسابات استراتيجية لا تتعلق معظمها في قطاع غزة”.
وأشار إلى أن “العقد الأخير يشهد معركة دراماتيكية من تحت الرادار ضد التهديدات المحيطة بحدود إسرائيل، لاسيما على الجبهة الشمالية، وقد عملت الدولة على مواجهة التواجد الإيراني على الحدود السورية، ومنع تعاظم حزب الله من خلال منع حيازته سلاحا كاسرا للتوازن”.
وختم إن “نتنياهو يعلم جيدا موازين القوى في الجبهة الشمالية، ولذلك فهو يسعى لمواجهة هذه التهديدات التي تقف خلفها إيران، خاصة أن القدرات التي تحوزها حماس لا تذكر أمام ما لدى إيران وحلفائها في الشمال، ما يتطلب لمواجهة هذا التهديد المزيد من العمل والجاهزية والاستعداد، وتبقى حماس جزءا من هذه المشكلة، لكنها في المرحلة التالية منها”.
النهار