الاستقرار في مرمى التصعيد السياسي والعقدة السنيّة تشتّد
بلغت الحماوة السياسية ذروتها اليوم، في مقابل تصاعد القلق من تفجّر الاحتقانات في الشارع وخوف متعاظم من مسلسل الافتعالات الأمنية المتعاقبة والجوّالة التي تظهر البلاد في انكشاف على محاولات اشعال الفتنة، وقت تقترب القوى السياسية من الاستسلام للعجز عن ايجاد حل لأزمة تشكيل الحكومة.
أمر عمليات بالتهجم: فبعيد مسلسل قطع الطرق في انحاء العاصمة وبعض المحافظات احتجاجا على التطاول الشخصي على الرئيسين سعد رفيق الحريري من خلال الهجوم الذي يشنّه بعض من يدورون في فلك محور الممانعة وعلى رأسهم رئيس حزب التوحيد وئام وهاب، ومسارعة تيار المستقبل الى التهدئة والايعاز للمناصرين بعدم الانجرار الى الفتنة، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط عبر “تويتر” قائلاً” “يبدو ان أمر العمليات بالتهجم والتعرّض للكرامات وإختلاق الأكاذيب والأساطير معمّم. لكن من حق المرء أن يحفظ حقّه وفق الأصول القانونية على حدّ علمي”.
..وهاب يردّ: وسريعا رد وهاب بالقول: “لا في أمرعمليات ولا من يحزنون تحدثنا عن فساد فشتموا أهلنا وحللوا دمنا لإسكاتنا ونحن لانرى بأن أهل الآخرين أغلى من أهلنا ونقطة على السطر. وصدقني ما في مؤامرة دولية ومحور الممانعة ما خصو بس الفساد ممنوع ولو بقيت لوحدي والأحد رح نحكي تفاصيل النهب”.
ولاحقا اعلن وهاب عبر تويتر: “تقدمنا بشكوى ضد سعد الحريري ومعاونيه على خلفية اليافطات التي تضمنت شتائم وتهديدا بالقتل والتي سبقت الفيديو المسرب وننتظر مدعي عام التمييز لنرى توازن القضاء”.
إخبار جماعي: من جهتها، تقدمت مجموعة من المحامين من تيارات سياسية مختلفة ومن محامين مستقلين، أمام النيابة العامة التمييزية بإخبار ضد الوزير السابق وهاب في جرم إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي، سندا الى المادة 317 عقوبات، وذلك “على خلفية تداول فيديو يتعرض فيه للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته وللرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري”.
المستقبل والاستقرار: وكانت هيئة شؤون الإعلام في “تيار المستقبل” اصدرت بيانا قالت فيه “يصر عدد من منظري الشاشات وكتبة المقالات والتقارير في بعض الصحف والمواقع الاخبارية، على اتهام “تيار المستقبل” وامانته العامة بالتحريض على استخدام الشارع. إن “تيار المستقبل” الذي سارع لمعالجة ردود الفعل في الشارع واصدر بيانات تشدد على وجوب الامتناع عن اية تصرفات تضر بالصالح العام، يعتبر كل ما يشاع وينشر من اتهامات في هذا الشأن محاولات رخيصة تُضاف الى مسلسل التحريض على التيار وجمهوره”، مضيفا “إن إندفاع مجموعة من المواطنين لتحركات محدودة في الشارع تنديداً بالاساءات التي اطلقها موتورون معروفون، جرى معالجتها على الفور من قبل الجهات الامنية المختصة، وهي لا تستدعي كل هذا الضجيج المركب من جهات معروفة المصادر التي تزودها بادوات الحقن والتحريض المذهبي”. وختم “تيار المستقبل”، خلاف من تعودوا على استخدام الشارع والتهديد به وخلاف اولئك الذين يتسللون في الظلام لزرع الفتنة فوق جسر الكولا، لا يحتاج للشارع ولا لاقفال الطرقات للتعبير عن موقفه السياسي، وهو يقف دائماً في الخط الامامي لحماية الاستقرار الداخلي، ولن يسمح لحفنة من الكتبة والمتطاولين أن يزوروا مسار الحقيقة”.
عثمان والتطاول على الرموز: في المقلب الامني، اكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان “ان قوى الامن تتطور ولدينا القدرة الامنية على ضبط الامن ولا يجوز التطاول على بعض رموز الدولة او الشهداء الرموز، لأن الامر سيؤدي الى فتنة تؤدي بدورها الى جرائم اخرى وانا لن اسمح بحصول هذا الامر وكل من يخالف القانون سيكون مصيره السجن”. وخلال افتتاح الدورة الرابعة لملتقى مكافحة الجريمة الإلكترونية في دورته الرابعة في فندق فينيسيا لفت الى “ان احد اوجه التطور اعتماد الحكومة الالكترونية وبدأنا مكننة مختلف القطاعات وسنصل الى المكننة الكاملة خلال السنوات المقبلة”، معلناً “اننا بدأنا في قوى الأمن الداخلي مكننة مختلف القطاعات لدينا وسنصل الى المكننة الكاملة خلال السنوات المقبلة”. واوضح “ان المصارف والعمليات المالية هي الهدف الأساس للعدد الأكبر من الجرائم السيبرانية ونولي اهمية كبرى لحماية قطاعات الدولة والمواطنين واستحدثنا لهذه الغاية مراكز عدة لقوى الأمن لمكافحة الجرائم التي تطال هذه القطاعات”.
العقدة السنية تشتد: حكوميا وفي انتظار عودة الوسيط الحكومي وزير الخارجية جبران باسيل من صربيا الى بيروت اليوم، سجّلت عقدة تمثيل سنّة 8 آذار، اشتدادا اضافيا.
افكار باسيل سرية: ففيما يستمر القنص السياسي على مبادرة الوزير باسيل، استغربت اوساط التيار الهجوم المسبق على هذه المحاولة من جهات لا تعرف مضمون الافكار المطروحة للحل. وقالت لـ”المركزية” باستثناء الرئيس نبيه بري الذي اطّلع على الافكار ورحب بها وابدى استعدادا للمساعدة، فإن ايا من السياسيين ليس على علم بمضمونها خصوصا اولئك الذين يتهجمون عليها، ما يوحي بحملة منظمة لدفع الوزير باسيل الى الاعلان عن افكاره الثلاث للحل، الا انه ليس في وارد الوقوع في هذا الشرك وسيبقيها بعيدة من الاضواء حرصا على تامين فرص نجاحها.
لن يطأوا الوسط!: من جهته علّق مصدر قيادي في “تيار المستقبل” على تكرار “سنّة حزب الله” معزوفة طلب اللقاء مع الرئيس سعد الحريري بالقول: “كيف يمكن للرئيس المكلف ان يستقبل مجموعة نواب وهناك في صفوفها من يتهمه بالعمالة للمحور الاميركي الاسرائيلي. اشخاص من هذا المستوى لن يطأوا بيت الوسط”.
قد نطالب بوزيرين: في المقابل، أوضح عضو التكتل الوطني واللقاء التشاوري السني النائب جهاد الصمد أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا النواب السنّة المستقلين الى عدم التصعيد وليس الى التنازل لأنهم اعتبروا أن بعض المرجعيات لا تتحمل مسؤولياتها”، مؤكدا “اخذ مطلب الرئيس بري في الاعتبار”. ولفت الصمد، إلى أن “ما سرب من مبادرات قديم ومرفوض”، لافتا الى أن “النواب الستة لن يتنازلوا عن حقهم في التمثيل بشخصية منهم”، منبها إلى أن “من الممكن ان يصعدوا للمطالبة بأكثر من وزير”. وذكّر أن “حل العقدة الدرزية جاء بتنازل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن مقعد من ثلاثة، وهو أمر غير متوفر بالنسبة إلى النواب السنة، ذلك أنهم يطالبون بمقعد واحد”، مشيرا الى ان “يمكن ان تولد الحكومة في أي وقت اذا وجدت الثقة بين الحلفاء”.
“المركزي” وتعقب الجرائم:الى ذلك، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن “فريقاً من مصرف لبنان ما زال يُعدّ لإطلاق العملة الرقمية، وهي تختلف عن العملات الافتراضية التي حذّر منها مصرف لبنان ومن استعمالها كوسيلة الدفع Bitcoin، إذ أنّها سلعة وأسعارها تشهد تقلّبات حادة”، وحذر في كلمة خلال افتتاح ملتقى مكافحة الجريمة الإلكترونية من أن “تزايد العمليات والتقنيات الإلكترونية سيؤدي إلى ارتفاع نسبة المخاطر وعمليات القرصنة والاحتيال، وعلى العاملين في القطاع الإعداد لهذه الخطوة المُرتقبة وعدم انتظار القوانين والتعاميم”. وقال “إننا في مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة وسائر الجهات المصرفية والمالية والأمنية ومنها قوى الأمن الداخلي، نتطلّع إلى تعقّب هذه الجرائم والتصدّي لها من خلال نشر الوعي المُستمر واتخاذ التدابير الوقائية والعلاجات المناسبة لتفادي وقوعها والحد من نتائجها”.
القمة السبت: دوليا، أظهرت وثيقة للكرملين اطلعت عليها “رويترز” أن من المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب لإجراء محادثات في الأول من كانون الأول على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين. وفي وقت اكد الكرملين ان اللقاء سيعقد على هامش قمة العشرين، اوضح مسؤول في الكرملين ان الرئيسين سيبحثان في سبل كسر الجمود في العلاقات بين البلدين حين يلتقيان لإجراء محادثات تتعلق بالاستقرار الاستراتيجي وبسوريا وإيران وكوريا الشمالية.
المركزية
