الاشتراكي عند حزب الله والتيار في القنطاري واختراق درع الشمال!
تقدمت التطورات في المنطقة الحدودية الجنوبية كل ملفات الداخل الامنية والسياسية على اهميتها، في ضوء البعد الخطير الذي اكتسبه القرار الاسرائيلي باطلاق عملية عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان اطلق عليها اسم “درع الشمال” تستهدف كشف وإحباط انفاق ادعت ان “حزب الله” يحفرها داخل الأراضي الإسرائيلية، اعقبت مباشرة اللقاء الطارئ بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في بلجيكا امس.
ففيما كان لبنان السياسي والامني يعالج ذيول حادثة الجاهلية وتداعياتها الخطيرة من خلال اتصالات قيادية وجولات الوفود السياسية ووسط استمرار محاولات خرق الجمود الحكومي، استقطبت التطورات الاسرائيلية الاهتمام نظرا الى الطابع النووي الذي احاط بها واتهام حزب الله بالوقوف خلف حفر الانفاق، وخرق وتجاهل قرارات الأمم المتحدة”، فيما حمّلت إسرائيل ايضا “الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يجري داخل الأراضي اللبنانية في منطقة الخط الأزرق شمالا”، قائلة “إن هذه الأنفاق تثبت عدم قيام الجيش اللبناني بمسؤولياته في تلك المنطقة، مطالبةً اياه بالابتعاد عن هذه المناطق.”
وتتخذ الخطوة اهميتها من زاوية الخشية من انتقال اسرائيل من حال التهويل والتهديد التي اعلنها نتنياهو من الامم المتحدة ثم استكملها برسائل دبلوماسية الى لبنان، الى الميدان عمليا عبر توجيه ضربة “جس نبض” لحزب الله جنوبا عن طريق “استفزازه” بالوسائل المعهودة. بيد ان مصادر سياسية متابعة استبعدت تطورا من هذا النوع، معتبرة ان الظروف الاقليمية والخارجية غير مهيأة ولا مناسبة للدفع نحو اشعال حرب جديدة راهنا.
درع الشمال: وكانت اسرائيل اطلقت عملية عسكرية على حدودها الشمالية، بمشاركة هيئة الاستخبارات وسلاح الهندسة وإدارة تطوير الوسائل القتالية، تهدف إلى “تدمير الأنفاق الهجومية الممتدة داخل إسرائيل”. واتّهم “حزب الله” بالوقوف وراء حفر الأنفاق، مشيراً إلى “ان ذلك كان بدعم وتمويل من إيران”.
الجيش جاهز: في المقابل، أكدت قيادة الجيش– مديرية التوجيه في بيان “على ضوء إعلان العدوّ الإسرائيلي فجر اليوم اطلاق عملية “درع الشمال” المتعلقة بانفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، أن “الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة. كما تقوم وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب”، مشيرة الى ان “الجيش على جهوزية تامّة لمواجهة أي طارئ”.
اليونيفيل: اما المتحدثة بإسم قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” ماليني يانسون، فقالت في تصريح حول موضوع الأنفاق “ان اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية، وهي تتواصل مع جميع المحاورين المعنيين لضمان ان يستخدم الأطراف آليات الارتباط والتنسيق التابعة لليونيفيل للحفاظ على الهدوء والاستقرار المستمرين. والوضع في منطقة عمليات اليونيفيل يحافظ على هدوئه”.
بين عون وريتشارد: وسط هذه الاجواء، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، وعرض معها الاوضاع العامة في لبنان والعلاقات اللبنانية- الاميركية. واشارت ريتشارد الى ان البحث تناول ايضا التطورات في منطقة الجنوب. واكدت دعم بلادها للبنان واهمية تشكيل حكومة جديدة… بدورها، وردا على سؤال حول الوضع الأمني العام في لبنان وتأخر تشكيل الحكومة، قالت سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، التي زارت صيدا على رأس وفد من سفراء مجموعة دول الإتحاد الأوروبي، “يهمنا طبعا التأكيد على أهمية الإستقرار في لبنان وتسريع تشكيل الحكومة آملين للرئيس المكلف النجاح في مساعيه”.
تذليل العقبات:على الصعيد الحكومي، ووسط غياب اي حراك لافت، في ظل وجود وزير الخارجية جبران باسيل في العراق، استقبل عون وزير الثقافة غطاس خوري، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الاقتراحات التي يتم التداول بها. واشار الوزير خوري الى ان الاتصالات قائمة لتذليل العقبات امام ولادة الحكومة.
الاشتراكي والحزب: وكان طيف احداث الجاهلية بقي اليوم مظللا الساحة المحلية، وقد سُجلت اتصالات حثيثة لتطويقها واحتوائها. وفي السياق، زار وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائبين وائل ابو فاعور وغازي العريضي المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل. وقال العريضي بعد الاجتماع “اللقاء يكتسب اهمية بحكم الظروف التي شهدها البلد، والاجتماع سادته روحية التفاهم والوضوح والصراحة ونحن مؤمنون بضرورة الاحتكام الدائم الى الدولة ومؤسساتها والقضاء لأننا حريصون على استقرار الساحة اللبنانية”. أما الخليل، فقال ان “الهم المشترك عندنا هو كيفية تحييد لبنان عن اي مطب او انتكاس امني، على مستوى الوطن ككل”، مضيفا “تدخُّل حزب الله السبت ونصحه القادة السياسيين والامنيين جنّب البلد كارثة كبيرة” معتبرا ان “ما حصل كان عملا غير مدروس ومتهور كاد ان يجر لبنان الى كارثة كبيرة”.
التيار في القنطاري: بدوره، وغداة زيارته دارة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في الجاهلية امس معزيا، حطّ وفد التيار الوطني الحر برئاسة الوزير طارق الخطيب في قصر القنطاري، حيث استقبله امين عام تيار المستقبل احمد الحريري. وبعد اللقاء قال الخطيب: لن نسمح لأحد باستدراجنا إلى خلافات وندعو الى تجنيب الساحة الداخلية الفتنة وخلافات لن يربح فيها احد”. واضاف “حملنا رسالة من رئيس التيار الوزير جبران باسيل باسيل الى تيار المستقبل والى كل الاطراف في الجبل وفي الوطن وفحوى الرسالة انه ليس من مقاماتنا التطاول على الشخصيات في بلدنا”. اما احمد الحريري فقال “أي تطاول على الدولة وأجهزتها الشرعية جريمة وإذا ضعفت الدولة نتوجه الى الهاوية ونصبح في نزاع أهليّ كما ان تغطية هذا التطاول جريمة”. وتابع “يتهموننا بدم المرحوم أبو ذياب والتقارير تبيّن انه قتل برصاصة آتية “من فوق” ومن يتحمّل مسؤولية دمه هو من حضّر لهذا الكمين كما اعترف وهاب، ونترك هذا الامر للقضاء وإطار هذه الحادثة ليس سياسياً”، مشيرا الى “اننا نرفض الفتنة واشعالها عبر الجبل وطالما هناك قيادات كجنبلاط لن نذهب الى المهوار”.
..وكليمنصو: واستكمل وفد التيار جولته فزار الحزب التقدمي الاشتراكي. وقد حمل الخطيب رسالة الى رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط ودعا للمزيد من التعقل. ورأى الخطيب أن الرأي مشترك لتغليب لغة العقل والعمل على حماية وحدة أبناء الجبل. من جهته أكّد عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله أن الجبل سيبقى حصنا للوحدة وأنه “لن نسمح للقوى بايصال رسائل تزعزع وحدته ويهمنا ان تتوّج مسيرة العهد والرئيس المكلف بتشكيل حكومة باسرع وقت”.
وهاب: وكان وهاب واصل تقبل التعازي في الجاهلية. وقد زاره اليوم النائب فيصل كرامي. وقال وهاب “لا يوجد 7 ايار جديد، هم حاولوا القيام بـ7 ايار وانقلب السحر على الساحر”. واضاف “قُلنا كلمتين ضد الحريري في موضوع الفساد فقيل لنا أننا نُحرّض على أهل السُنّة وأنا قلتُ أن السُنّة “أمّة” وهذه الأمة بحاجة الى رجال مثل عمر كرامي وسليم الحص ورشيد كرامي”. واضاف”لم نقل بأن جهازاً أمنياً سنياً هاجم الدروز ولا نقبل ان نتكلم بهذا المنطق”، متسائلاً “لو كانت المسألة مقلوبة فماذا كان القول. وتابع “نحن لسنا سعداء بما حصل، انما سعداء بأن لبنان نجا من مذبحة بسبب السيد نصرالله الذي حقن دم الجبل، ورفعنا يدنا بانتصارنا على الفتنة انقذ القوة المهاجمة وانقذ الناس، ولا اعتب على الحريري او على عثمان، انما على نهاد المشنوق الذي ارسل المعلومات”. واستقبل ايضا النائب جهاد الصمد والسفير السوري.
تعليق ضرائب: دوليا، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أن الحكومة علقت الزيادة في ثلاث ضرائب على الوقود لمدة ستة أشهر اعتبارا من الأول من كانون الأول استجابة للاحتجاجات التي اجتاحت البلاد.
