حتى في هذه… اخجلوا!
تذكّرت مثلاً شعبيّاً وأنا أتابع تفاصيل المخالفات المرتكبة في
نتائج امتحانات كتّاب العدل. وأدركت، وهذه ليست المرة الأولى، أنّ ما يصيب
هذا “العهد” من سهامٍ سببه بعض من أتى بهم رئيس البلاد، بموافقته على
الأقل، الى مواقع مسؤوليّة، فكان من بينهم الفاسد والعاجز والمقصّر، فدفع
“العهد”، ودفع اللبنانيّون، الثمن.
بات صعباً أن يمرّ
مرسومٌ أو قرارٌ أو تلزيمٌ من دون شائبة. في القمّة العربيّة التنمويّة
التي استقبلها لبنان الكثير من الفضائح المرتبطة بمن تمّ تلزيمه أعمالاً
مرتبطة بالقمّة. جميعهم من ذوي القربى في العائلة أو في السياسة.
انتهت القمّة، واستفاد من استفاد، وأُعلنت نتائج كتّاب العدل، وفيها محسوبيّات ومخالفات وحصّة لهذا وأسماء لذاك تسرّبت الى لائحة الناجحين. حتّى في كتّاب العدل! والله عيب. اخجلوا!
أيّ وطن تبنون وقد باتت رائحة الفساد والزبائنيّة تفوح من أماكن كثيرة في هذه الدولة المهترئة. وبعد، تعلنون حرباً على الفساد؟ أعلنوا لائحة بأسماء الشركات التي ستتقاضى أموالاً لقاء خدمات في القمّة العربيّة. هذه إبنة، وهذا قريب، وذاك محسوب على مقرّب…
وفي كتّاب العدل محسوبيّات أيضاً. وفي كلّ امتحاناتٍ شُبهة. والطائفيّة تُبقي كثيرين نجحوا، بكفاءة، في امتحاناتٍ أخرى في منازلهم. تبّاً لحقوق المسيحيّين إن كان في الأمر ظلمٌ لآخرين. هذه “سلبطة” لا مسيحيّة.
نملك الجرأة، وخصوصاً الموضوعيّة، للإشادة بمساعي الوزير جبران باسيل في القمّة، وما يتصل بقرار قطر شراء سندات خزينة. وللإشادة، أيضاً، بقرار الوزير رائد خوري اعتماد العدّادات، وقد أدّت الى تخفيض عبءٍ يعاني منه اللبنانيّون. وثمّة أمثلة أخرى مضيئة، في الوزارات وبعض اللجان النيابيّة والإدارات الرسميّة. ولكن، ثمّة في المقابل، من ينهش، بجوعه، جسد “العهد” ومصداقيّته وصيته، و، خصوصاً، الأحلام المبنيّة عليه. ولعلّ ميشال عون، “الجنرال” في الرابية والمنفى، أبرع من صنع أحلاماً للبنانيّين.
وقبل أن أختم، أعود الى البداية والمثل الشعبي. “حاميها، حراميها”… بعضهم على الأقلّ
داني حداد/MTV
