ثورات ملوّنة وطبخات تحضّر للمنطقة.. رجل إستخبارات بوتين مع بن سلمان!
يبدو أنّ رجال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصولون ويجولون في المنطقة، فبعدما اتجهت الأنظار في 28 كانون الثاني الماضي الى زيارة قام بها المبعوث الخاص للرئيس الروسي المعني بشؤون سوريا، ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرنشين إلى إسرائيل حيثُ بحثا الملف السوري والتطورات الأخيرة، وكرّرا التزام روسيا بالمحافظة على أمن إسرائيل، سلّط موقع “المونيتور” الضوء على مبعوثين آخرين لبوتين الى المنطقة قدما الى “الترويكا” العربية، أي مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي التفاصيل، نشر موقع “المونتيور” مقالاً للخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية كيريل سيمينوف، تحدّث فيه عن أنّ مسؤولين أمنيين من روسيا يقومون بجولة في مصر ودول خليجية لمناقشة الملفات الليبيّة والسوريّة. وأفاد الكاتب أنّ أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف زار أبو ظبي في 31 كانون الثاني الماضي والتقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وقد ناقش الطرفان رؤيتهما للأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على التطورات في ليبيا وسوريا.
وكان باتروشيف قد شارك في استشارات أمنية في القاهرة، مع نظرائه المصريين في 29 كانون الثاني، وتمحورت حول الوضع في المنطقة ومكافحة الإرهاب إضافةً الى “الثورات الملونة” أي الحركات المطلبية لا سيما في السودان، كما تضمّن البحث التعاون العسكري والتقني، كما التقى باتروشيف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وإضافةً الى اللقاءات التي أجراها أمين مجلس الأمن الروسي في مصر والإمارات، فقد توجّه رئيس الإستخبارات الروسية سيرغي ناريشكين إلى المملكة العربية السعودية، حيث زار وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي 21 كانون الثاني التقى رئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي بن عبدالله الحميدان، وركّزت المحادثات على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وتسوية الصراعات الإقليميّة بفعاليّة، ولم تُكشف أي تفاصيل إضافيّة عن تلك الزيارة.
وأشار الكاتب إلى أنّه بغضّ النظر عن الجهود المشتركة في سوريا بين موسكو وأنقرة، إلا أنّه لا بدّ من الحديث عن الإتصالات المكثفة التي تجريها أجهزة الأمن الروسية المكلّفة بالإشراف على تسوية نزاعات الشرق الأوسط إضافةً الى ملفات وقضايا أخرى، مع ثلاث الدول أو كمّا سماها الكاتب “الترويكا” في مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وبذلك تسعى موسكو إلى تحقيق نفوذ جديد في المسار السوري، بمساعدة ثلاثية.
ولفت الكاتب الى أنّ ممثلين عسكريين من الإمارات ومصر قد عرضوا ضمانات على قوات سوريا الديمقراطية، كما أوضح أنّ “الترويكا” تريد تأكيد الحفاظ على مصالحها التي تتعلّق بالمقام الأول بالحد من الوجود الإيراني في سوريا وتأثيره على صنع القرار في دمشق. وفي هذا السياق، رأى الكاتب أنّه إذا كانت منطقة شمال سوريا خالية من الوجود الإيراني على الأرض، فذلك يقدّم آفاق الإستثمارات في سوريا من أبو ظبي والرياض، وقد تخصّص هاتان الدولتان أموالاً إضافية لإعادة إعمار الرقة.
ورأى الكاتب أنّ هناك العديد من نقاط التقارب بين موسكو و”الترويكا” بما في ذلك معارضة النفوذ التركي الكبير في شمال سوريا، وإنشاء منطقة عازلة في تركيا.
كذلك فقد أسهب الكاتب بالحديث عن الملف الليبي الذي دخلت موسكو على خطّه وتحضيرها للرئاسة المقبلة، إضافةً الى تطويرها للعلاقات العسكرية والسياسية مع السودان، والتي قد تشمل الإستعانة بالموانئ للسفن البحرية الروسية، كما أنّ هناك شركات أمن خاصة روسية تدرب الجيش السوداني.
المونيتور – ترجمة لبنان 24