“غوغل”: القيود الأميركية على “هواوي” تهُدّد الأمن القومي
حذّرت شركة “غوغل” من أن تشديد القيود الأميركية على عملاق
التكنولوجيا الصيني “هواوي”، قد تكون له عواقب وخيمة على الأمن القومي
للولايات المتحدة. وعبّرت الشركة عن قلقها من التداعيات السلبية بسبب عدم
السماح لها بتحديث نظام التشغيل الخاص بها “أندرويد” المثبت في هواتف
“هواوي”، إذ إنها تتخوف من أن ذلك سيدفع “هواوي” إلى تطوير نظامها الخاص.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز”
عن “غوغل” قولها إنه: “في الوقت الذي يتوقع فيه أن تلحق القيود الأميركية
ضرراً بـ”هواوي” في المدى القصير، يحذر الخبراء من أن الإجراءات الأميركية
قد تجبر الشركة الصينية على البحث عن حلول مستقلة وتطوير التكنولوجيا
الخاصة بها، ما سيلحق الضرر بالوضع المهيمن لشركات أميركية مثل غوغل في
المدى الطويل”.
وكانت “غوغل” قد أوقفت تعاونها مع “هواوي” في استخدام نظام “أندرويد” في الهواتف التي تطلقها الشركة الصينية، وذلك امتثالاً للقيود التي فرضتها واشنطن على “هواوي”، بعدما أدرجتها وزارة التجارة الأميركية في قائمتها السوداء وحظرت التعاون معها دون الحصول على تصريح مسبق.
إلى ذلك، بدأت شركة “فايسبوك” إجراءات منع التثبيت المسبق لتطبيقاتها في هواتف “هواوي”. وأوضحت الشركة لوكالة “رويترز” أن مالكي هواتف “هواوي” القدامى سيبقون قادرين على استخدام تطبيقاتها وتحديثها، لكن لن يستفيد المشترون الجدد من تثبيت “فايسبوك” و”واتساب” و”ماسنجر” مسبقاً.
وأشارت “رويترز” إلى أنّ المشترين الجدد لهواتف “هواوي”، التي لا تضم تطبيقات “فايسبوك” المحملة مسبقاً يمكنهم تنزيلها من متجر “غوغل بلاي ستور” ، إلا أنّ الإصدارات المستقبلية من هواتف “هواوي” لن تتمكن من الوصول متجر “غوغل” ما لم تغير واشنطن مسارها.
وفي حين أعلنت “هواوي” عزمها إطلاق نظام بديل لـ”أندرويد” الخريف المقبل، أقدمت الشركة، هذا الأسبوع، على توقيع عقد مع شركة الاتصالات الروسية “إم تي إس” لتطوير شبكة تكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس (5G) في روسيا خلال العام المقبل. وتم توقيع العقد على هامش اجتماع بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين.
وأعلنت “ام تي اس”، في بيان، أن العقد ينص على “تطوير تكنولوجيات الجيل الخامس والإطلاق التجريبي لشبكات الجيل الخامس في 2019-2020”. ونقل البيان عن رئيس هواوي، غوو بينغ، قوله إنه “سعيد جدا” بتوقيع عقد “في مجال يكتسب أهمية استراتيجية مثل الجيل الخامس”.
ويتزامن ذلك مع تكثيف الولايات المتحدة الضغط على حلفائها الغربيين في ما يتصل بشبكات اتصالات الجيل القادم، حيث قالت إن الدول التي ستسمح لشركة “هواوي” بتشييد البنية التحتية للاتصالات لديها قد لا تتمكن من الحصول على معلومات مهمة من واشنطن.