إخوة في الإنسانية
وليد فرح
لعلّ أكثر ما تفتقده المجتمعات بشكل عام هو تثبيت الرابط الإنساني في العلاقات اليومية، أكانت على الصعيد العملي أو الشخصي… ومع أنّ المؤسسات والجمعيات التي تنادي بإسم الإنسانية إلى تزايدٍ، نرى أنّ الإضطرابات بمختلف أنواعها تعمق وتتفاقم الى حد غير مسبوق في حاضرنا…
قد نتناقش لساعات بالعلم والفكر والسياسة، في محاولة لإيجاد الأسباب والمسبّبات وراء التقهقر الحضاري الذي وصلت إليه الإنسانية، مقارنة بالتطور التكنولوجي الذي أحرزته، من دون أن نتفق على العديد من الأمور سوى على أمر واحد يُجمع عليه الجميع. وذلك قد يتلخص بأنّنا فقدنا العامل الإنساني في مقاربتنا للأمور الحياتيّة وحتى الماديّة والتكنولوجية منها...
لا شك أنّ للعامل الإنساني أوجه وتفاسير عدة. أيضًا، مما لا شك فيه أنّه كلما تعمقنا في تفاصيله تكشَّفت لنا أكثر وأكثر أهميته وحاجتنا إليه في حياتنا اليومية. وإنطلاقًا من علم باطن الإنسان – الإيزوتيريك أستشهد بما أوضحه الدكتور جوزيف مجدلاني (ج ب م) – مؤسس مركز علوم الإيزوتيريك الأول في لبنان والعالم العربي في إحدى اللقاءات المعرفيّة، قائلًا:”إنّ العامل الإنساني هو التطبيق العملي للعاطفة الإنسانيّة. لذلك مهما كان نوع العمل أو الغاية منه، على المرء أن يُدخِل إليه العامل الإنساني بوعي. وهذا ما يضع الأمور المعقدة على المسار السليم”.
من هنا فإن الإختلاف في الرأي أو المعتقد أو التوجه الحياتي ما هو سوى وجه من أوجه الحياة التي تحتضن جميع خلائقها، وبالتالي فإن التعامل بين بني البشر حتمًا سيمرّ باضطرابات مختلفة. لكن مهما تفاقمت هذه الاضطرابات، لا بد من أن تخمد نيرانها إن عدنا إلى أصلنا، ألّا وهو بأنّنا إخوة في الإنسانية…
لذلك أن يضع المرء العامل الإنساني نصب عينيه، إلى جانب التقييم والتقويم الدائم لمدى نجاحه في تثبيت هذه الصفة عمليًّا، هو بمثابة مقياس أو معيار لمدى تفتح المرء على انسانيته - هدف علوم الإيزوتيريك .