كتب نقولا أبو فيصل “بين المجد الارضي والمجد السماوي والمجد الباطل”
من المؤكد أن الأفعال المجيدة هي التي تمنح صاحبها المجد الأرضي والسماوي لا الكراسي ولا المناصب الزائلة ، ومن التاريخ نستذكر البطريرك المعوشي الذي هتف بإسمه المسلمون قبل المسيحيين واقترن أسمه بالمجد ولا يزال فالعظماء يخلدون ! ومع مار افرام نردد “فليختر المراءون المجد الأرضي والزمني , أما أنا فسأبتهج فيك يا الله وأتعظّم” من هنا فأن صليب يسوع المسيح يغيّر قِيَمنا ونظرتنا للنجاح في الدنيا والغنى والقوة والشهرة والمجد الأرضي ،لان الرب يحب المتواضعين والمتكلين عليه ، وقوّته في الضعف البشري تكمل ، وروحه القدوس يعطينا القوة لإننا نعيش بشرياً في ضعف لكن روحياً في قوة ومجد على مثال يسوع .
يقول البابا شنودة الثالث إن “الإنسان الروحي لا يبحث عن المجد الأرضي الذي يرى ، بل يبحث عن المجد السماوى الذي لا يُرى” كذلك يقول القديس يوحنا المعمدان إنه “ينبغى أن ذاك يزيد وأنا أنقص” ونسألك يا رب أن تعلمنا أن نركّزَ دائمًا لأنَّ تكون غاية أعمالنا وإنجازاتنا هي الوصول الى الملكوت ، وأنرنا لندرك أنً المجد والنجاح الأرضي زائلان ولأ يكتملان إلّا بالاتّحاد بكَ ، وفيما يتصارع الروساء في الكنيسة على المجد الأرضي يموت الضعفاء جوعاً وفقراً روحياً ومعنوياً ، وعسى ان تكون تجربة فيروس كورونا الذي ضرب العالم في السنوات المنصرمة قد اعطت الشعوب عبرة ان كل الامجاد الارضية هي زائلة وفيروس لا يمكن رؤيته استطاع تدمير أكبر اقتصاديات العالم وأنهك حكوماته حتى التي كانت تعتبر نفسها قوية !
والسؤال من الكتاب المقدس في(غلاطية 1 : 10)” افاستعطف الان الناس ام الله؟ ام اطلب أن أرضي الناس فإن كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبدا للمسيح”وقبل المسيحية كان البشر يتسابقون نحو الامجاد الأرضية وحب السيطرة ، لكن بقدوم يسوع وَجه أنظارهم إليه ، هو بكونه ما جاء ليخدِمهُ الآخرون بل يخدِم الآخرين، مقدمًا حياته فِدية عنهم ، ولم يأتِ ليسود مع أنه هو السيِّد، وإنما جاء مثل عبدٍ ليمد يده فيغسل الأقدام المتسخة . ولا جمال يفوق كلام القديس بولس في رسالته الاولى الى أهل كورنثوس (9 :19) “فأني إِذْ كنت حراً مِنَ الجميع أستعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين” يتابع “ان الذين ينادون بالانجيل، من الانجيل يعيشون ، اما انا فلم استعمل شيئاً من هذا، ولا كتبت هذا لكي يصير فيّ هكذا لانه خير لي ان اموت من ان يعطل احد فخري لانه ان كنت ابشر فليس لي فخر، اذ الضرورة موضوعة علي، فويل لي إن كنت لا ابشر ” وهكذا فأن كل مجد أينما تجلى ما هو إلا مجد الله ونصيحتي للجميع بالتواضع والانسحاق امام عظمة يسوع لان الامجاد الارضية كلها باطلة .