بين أصحاب القوة وأصحاب الحق الارض تدور
كتب نقولا أبو فيصل*
إذا كان بعض النافذين وأصحاب القوة والسلطة يحسبون انهم سوف يعيشون طيلة حياتهم في نفس القوة والتسلط والاستبداد. فليتذكروا جيدًا أن الارض تدور ، وأن القوي اليوم يمكن ان يكون ذليلًا ومطاردًا وربما منبوذًا غدًا، كثيرون هم البشر الذين يريدون الخروج من ظلمات الواقع الحالي الى النور ، ويريدون ان يأخذوا بأيديهم اصحاب القوة والرأي السديد. لكن أذرع الظلم والطغيان تطوقهم وتكمّ أفواههم إما بالقتل او الاعتقال .
لكن هل أن سكوت المواطنين اللبنانيين عن ضياع حقوقهم واموالهم وجنى عمرهم وربما كرامتهم، هو ظلم لأنفسهم لاعتقادهم ان القوة تغلب الشجاعة دائمًا، لذلك هم يترددون في الاعتراض؟ اضف، ان اصحاب الاقلام والمنابر الجريئة باتوا يهابون الاستدعاء والترهيب والتخويف، علما انه وجب عليهم ان يثقوا بأن من يقف في طريق اي ضعيف يطالب بحقوقة سوف يقف ذليلًا أمام الله يومًا ، أما من جهتي فإنني وفي كل صباح أدعو الله ان أكون من أصحاب الأثر الايجابي لكل الذين يعملون من حولي ، فالانسان الناجح لا يمكنه أن يعمل وحيدًا، بل ان وجود فريق عمل قوي حوله يمنحه القوة ، خاصة اذا كان هذا الفريق من اصحاب الطاقات والعلم والموهبة، وبذلك يدفعون معه العجلة الى الأمام ، لا سيما اذا كانوا من المؤمنين بالقضية ولا تزعزعهم مزامير الفاشلين ولا مطبليهم وهم المبشرون بنظرية التفاؤل والمؤمنون دائماً وابداً بأن الحق منصور والباطل مهزوم لانه تجمعهم مع الله ثقة.
ختاما، ارى انه لا يكفي ان نربي الاجيال القادمة حتى يصيروا أصحاب حق، بل ان هذا لا يكفي ولا بد من أن نعلمهم الحق مع القوة ، كما علينا ان نعلمهم ان يستخدموا القوة في تثبيت الحق أمام أهل الباطل، الى ان يأتي اليوم الذي يسمع فيه الجميع صوت الحق بعد خلاصنا من الايام التي قل فيهِا اصحاب المبادئ واصبح النفاق اساس التعامل بين اللبنانيين.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية