كمال جنبلاط حاضرٌ في مجلس النواب… فماذا جاء في مداخلة “التقدمي”؟
جريدة الانباء
فتح رئيس مجلس النواب نبيه بري النقاش باكراً في قانون الانتخابات، وذلك من خلال تقدُّم كتلة التنمية والتحرير باقتراح قانونٍ جديد يقوم على النسبية، ولبنان دائرة انتخابية واحدة.
اقتراحُ القانون وصل إلى اللجان النيابية المشتركة التي بدأت بمناقشته، حيث برز العديد من الآراء بين مؤيدٍ ومعارض.
إلّا أن الحزب التقدمي الاشتراكي كان متمايزاً في موقفه من خلال مداخلةِ نائبه بلال عبدالله، والذي عكس وجهة نظر “التقدمي”، مستحضراً الشهيد كمال جنبلاط الذي كان أول من طرح اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية في مطلع السبعينات من القرن الماضي، كحلٍ جذريٍ للأزمة اللبنانية.
فالحزبُ التقدمي الاشتراكي لم يُخفِ منذ إقرار القانون الانتخابي الماضي رفضَه له، واصفاً إياه بالقانون الطائفي الذي أعاد لبنان سنواتٍ إلى الوراء، وذلك من خلال نبش الخطاب المذهبي والطائفي لتحصيلِ أكبر قدرٍ ممكن من الأصوات التفضيلية، فكانت النسبية المعتمدة فيه حقٌ يرادُ منه باطل.
وانطلاقاً من هذا الموقف، وحرصاً على البُعد الوطني لأي قانون انتخابي، فإن “التقدمي” يؤيد فتح النقاش بالقانون الانتخابي، الأمر الذي عكسه النائب عبدالله في مجلس النواب. فاللقاء الديمقراطي يجدُ في اقتراح برّي الكثير من النقاط التي تستحق البحث والنقاش والدرس.
إلّا أن “التقدمي” يشدّد في مقاربته لهذا الموضوع على أن النسبية والطائفية ضدّان لا يلتقيان. ولذلك يفضّل العودة إلى مضمون اتفاق الطائف، والذي يعكس أيضاً روحية المشروع الإصلاحي للحركة الوطنية برئاسة كمال جنبلاط، والذي يقوم على إلغاء الطائفية السياسية أولاً، ومن ثمّ تشكيل مجلسٍ للشيوخ، واعتماد النسبية في القانون الانتخابي، ولبنان دائرةً واحدة، الأمر الذي أعلنه عبدالله باسم اللقاء الديمقراطي في اللجان المشتركة، مستذكراً أيضاً الإمام المغيّب موسى الصدر.
اذاً، إن فتح النقاش الانتخابي باكراً هو أكثر من ضرورة، وذلك بعد القانون المريض الذي أدى إلى أمراضٍ اجتماعية ووطنية عدة في الانتخابات السابقة. ويبقى أن نعطي اقتراح برّي الوقتَ الكافي للدرس والبحث كما غيره من الاقتراحات. ومتى تقدمت بها قوى سياسية أخرى، فخير الوطن ومصلحته يقضيان بعدم العودة إلى القانون الأخير، فليس في الأمر عدم استقرارٍ تشريعي، إنما ضمانة لاستقرار وطنيٍ واجتماعيٍ تأذّى كثيراً بسبب قانون الانتخاب الأخير.
