أنطوان سعد في ذكرى استشهاد الحريري: حذار المساس باتفاق الطائف
اعتبر النائب السابق اللواء أنطوان سعد، في بيان، أن “ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، خالدة في نفوس الشرفاء والأوفياء لمسيرة الإعمار والعلم، التي انتهجها الحريري، منذ اتفاق الطائف، الذي أنهى مرحلة الحرب الأهلية، وأسس لصيغة لبنان العيش الواحد والتنوع والانفتاح، في وقت تم فيه انتهاك هذا الاتفاق في عهد الوصاية”.
وقال: “الشهيد كان يدرك أن المعركة طويلة وشاقة، لكنه استطاع أن يبني استراتيجية مواجهة قائمة، على مناعة وطنية داخلية، هي نسيج نهج الاعتدال ومنطق الإيمان بالمؤسسات وبالدولة وشرعيتها، وبالتوازنات الداخلية، التي حافظ عليها، وقائمة على شبكة علاقات خارجية عربية وإقليمية ودولية متينة، وفرت مظلة وحماية للبنان من غطرسة العدو الإسرائيلي، ومن جشع أنظمة القمع الرجعية، التي استنزفت لبنان لسنوات طوال، وهي الأنظمة ذاتها التي اغتالت الشهيد كمال جنبلاط، الذي كان يحلم بلبنان عربي حر ومستقل ومنفتح ومتنور، فكانت المقصلة جائرة بحق الشهيدين في مرحلتين دقيقتين في تاريخ لبنان”.
ورأى أن “ما تعيشه البلاد اليوم، خطير ودقيق، إن على المستوى السياسي ومحاولة إلحاق لبنان بمحور الممانعة، وتسليمه لعقلية السلطة، التي كانت تتحكم به قبل اغتيال الرئيس الحريري، أم على المستوى المالي والاقتصادي، من خلال ما نشهده من انهيار غير مسبوق، حتى في زمن الحرب، وهناك من ينظر بالعفة وبمحاربة الفساد، وهو غارق بملفات سوداء”، معتبرا أن “الخلاص هو باجتثاث مكامن السرقات والفساد، ومحاسبة الفاسدين، والتحضير لقانون انتخابي عصري وغير طائفي، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة”.
وإذ حذر من “المساس باتفاق الطائف” رأى أن “الحملة التي تستهدف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، هي للاقتصاص من هذا الاتفاق، الذي كرس في ما بعد مصالحة الجبل، مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، ومع معظم مكونات الجبل”.
وختم: “في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، الذي استودع لبنان وشعبه، نأمل قيامة لبنان من جديد، من خلال العودة إلى مضمون اتفاق الطائف، واحترام التوازنات والتنوع، لأننا أمام منعطف جديد، نحتاج فيه إلى من يتحمل المسؤولية الوطنية، وإلى من يعيد الثقة بهذا الوطن الجريح”.