حدد الصفحة

إيلي صليبي أيقونة بهاء تليق بنعمة الناسوت…

إيلي صليبي أيقونة بهاء تليق بنعمة الناسوت…

بقلم الدكتورة ناتالي الخوري غريب*

حين تقرّر دخول عالم إيلي صليبي الأدبي لقراءته، تكون قد ضربت موعدًا مع الفكر في حضرة المنطق، ومع الغبطة في خاطر الله. وعليك أن تجعل أفكارك تتحفّى من نعلي التكلّف وتتعرّى مما التحفت به نفسُك من عباءات التوشية والتصنّع، وتفتح قلبك وتدخل. لأنّ أدبه عمارة شُيِّدت من بساطة التقوى ونقاوة اللاهوت وعمق الرؤية والرؤيا، على أيقونيّة بهاء تليق بنعمة الناسوت الذي به أكرم الله على بنيه.
هو أدبٌ يخلع أقنعة الزيف عن وجود قبّحه كبرياء الإنسان وفجوره، ليوقفه أمام مساءلة النفس الطامحة إلى خلودها، وقلقها على مصيرها وسعيها إلى خلاص غير آني، خلاصٌ يكون في حضرة النعمة المتجلّية بالألوهة. وأكثر، لا يدفعك الى رؤية الخلاص فرديًّا، بل جماعيًّا.
في كتاب “عودة النبيّ”، أعاد الأديب نبيّ جبران ليقيم ثورته على الموروث الإجتماعي، ثورة أخلاقيّة تهدي الى تجاوز الطقوسيّة والصنميّة، في فضاء مكاني مفتوح، في الساحات والحدائق والطرقات، في إطار مشهدي من الأسئلة والإجابات، أقرب إلى الوعظيّة الطالعة من فم حكميّ، بما يمثّله نبيّ جبران، الآتي من البحر، العائد ليدفن في وادي ظلال الموت.
في “نيو سدوم”، يعالج الأديب طريقة إسقاطية شرّ نيو سدوم المتمثّلة في نيويورك وحاكمها أزليّة صراع الخير والشرّ في مشهديّة صراع حكم الله وحكم الشيطان، محاولًا أن يغوص في ذات الإنسان الذي يميل إلى الأسهل وإستخدام حرّيته جنوحًا نحو الشرّ فيه. وقد جعل الكاتب ما قبل إعلان الدينونة الجديدة العام 2036، مهلة للتنبّه والتوبة على إعتبارها مرحلة من مراحل الرحمة، في عالم حكمه الشيطان. أحداث الكتاب إمتداد فساد الخلق وتجسّدات الشرّ عهرًا وفجورًا، ورؤيا لتضخّم التفلّت الأخلاقي والإستبدادي لإعتقاد الناس أنّ شروط الله تعجيزيّة في الخضوع له لبلوغ عرشه من الزهد وخلع الأنانيات والشهوات، في حين أنّ في حكم الشيطان، عبادة الذات مُباحة حيث لا تأنيب، ولا تأليب بل شرور وفجور. معتمدًا أيضًا على مشهديّات حواريّة في تبادل الأسئلة والإجابات عنها تصويبًا وتعريفًا. أمّا الفضاء المكاني المُستخدَم للصراع فهو مفتوح أيضًا، في الساحات، ساحات نيويوك رمز كلّ مدينة تآكلتها الماديّة المعاصرة، مع الشاشات المباشرة العملاقة للبثّ المباشر، رمز ممارسة الفساد المعلن من دون خجل أو ورع، والمكان الآخر فهو رمز الخير والبركة الذي إنتقاه ملكي صادق على جبل الزيتون حيث الصلاة الأخيرة لطلب الرحمة.
أمّا “كتاب آدم”، فجاء أحاديّ الصوت، يقينيّ الإجابة على شكل أسفار، وكأنّي بالكاتب يريد أسفارًا تتلاءم والإنسان الجديد، ليكتب له شريعة جديدة توحّد بين الديانات، مع وصايا جديدة. كتاب أسفار يبدأ من سفر الرّجعة من تغرّب إنسانٍ غرقًا في موروثات طقوسيّة مرورًا بسفر الخروج من الجنّة، لكن الأديب صليبي إنطلق من اللاهوت أساسًا ليدخل إلى ميدان الفلسفة مع إنسانه في سفر التيه، حيث المعرفة أصل والتساؤلات المؤدّيّة إلى الشكّ، وقد تميّز هذا السفر عن باقي الأسفار بأسئلة لا ينفكّ الجميع يسألها من الأديان والفلسفات والحكماء،”لماذا خلق الله الأكوان؟” من خلق الله؟ كيف تبدأ السماء من الأرض؟ كيف نجد الله وأين؟ وكانت الإجابات في قالب من التساؤلات التي تستولد بعضها، من دون أن تخرج عن إجابات الكنيسة. ولو أنّه جنح أحياناً في ثلاثيّته إلى إثبات وحدة الوجود الرومنسيّة، في إتحاد الخلائق بالخالق إلّا أنّه بقي ضمن النظرة الإصلاحيّة التي أرادها المسيح كما رأى إليه هو، لا كما فسّرها اللاهوتيون.

*أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية / كلية الآداب والعلوم الإنسانية

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com