نقولا أبو فيصل يكتب “بين التفكير الإيجابي والواقعي …والحظ”!
تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض الامارات اللبنانية المتناحرة ظاهرة الاحباط نهاراً والاستمتاع بالحياة ليلاً ، وهي من الظواهر الغريبة والطارئة لدى شريحة ليست بقليلة من اللبنانيين ، والملفت أن هذه الظاهرة صارت معدية، وانتقلت مع بعض المنتشرين اللبنانين في العالم ممن كانوا محظوظين بزيارة لبنان هذا العام ، لكن هل سبق وقابلت أحداً في حياتك ثم قلت في سرك “يا له من شخص محظوظ؟ وهل تظن دائمًا أن التحديات التي تواجه الانسان في حياته هي نتيجة الحظ المتعثر او الجميل ؟ والحقيقة أنه في الثقافات الشعبية العالمية “يُعرف الحظ بأنه حدث يقع للمرء خارج نطاق إرادته، إذن هو أمر مرتبط بالفرص العشوائية “.
ولكن هل ثمة طرق معينة يمكن بها جذب الثروة والحظ السعيد؟ فإذا كنت من النوع الذي يعتقد أن الكأس نصف ممتلئ، وليس نصف فارغ، فأنت بالفعل تمارس التفكير الإيجابي، وهذا ما أظهرته بعض الدراسات بأن التفاؤل يمكن أن يخفف التوتر ويساعد الانسان على العيش لفترة أطول، ولكن هل يمكن أن يجلب له الحظ السعيد أيضًا؟ الحقيقة أنه يساعده كثيراً ، تخيل معي أنك تفكر بشكل سلبي ، ماذا سيحدث: ستتوقف عن المحاولة ولن يكون لديك أية رغبة في فعل شيء مفيد، لذا تحدث إلى نفسك وأخبرها أنك تستطيع العمل وجذب الأموال ، اجعل الأمر ممتعًا واصنع حظك السعيد بنفسك.
وبالعودة الى الوطن اللبناني التعيس الذي يعيش فيه ما يفوق السبعة ملايين نسمة بين اهل الدار “وضيوفهم” ، فإنهم ولسوء الحظ رهائن لعبة جيوسياسية تخدم مصالح دول اقليمية ودولية ، وبعد تجربتي المريرة في الصناعة في لبنان لما يفوق الثلاثة والثلاثين عاماً عرفت فيها نجاحات وخيبات فإن تفكيري صار تفكيراً واقعياً بعيداً عن التفكير الإيجابي المطلق ، وقد علمني التفكير الواقعي النظر في جميع جوانب المواقف الإيجابية ، السلبية والحيادية قبل الوصول إلى استنتاجات ، بمعنى آخر فالتفكير الواقعي يعني كيفية نظر الانسان إلى نفسه والى الآخرين والى العالم بتغيراته المتسارعة بطرق متوازنة وعادلة ، وارجو ان لا يحدثني احدٌ عن الحظ في العمل اذا لم يكن مصحوباً بالتفكير الواقعي والايجابي معاً .
نقولا أبو فيصل