هل سعد الحريري بخطر؟
عاد سعد الحريري أمس. نقصد بالعودة إطلاقه الموقف الأول منذ قدومه الى بيروت. عنوان الموقف “فشر” لجبران باسيل. خصمان أساسيّان للحريري في هذه المرحلة: حسان دياب وباسيل. مع حزب الله نصف معركة ونصف هدنة.
لم يدخل حسان دياب الى السراي الحكومي، التي آلت له ولم تدم للحريري، من باب الزعامة. قد يكون الأمر لصالح ساكن “بيت الوسط”. إلا أنّ دياب لا يرغب بأن تكون إقامته “مرقة طريق”. هو يريد أن يثبت بأنّه رئيس حكومة مكتمل الصلاحيات والمواصفات. من هنا كانت زيارته الى وزارة الدفاع وقيادة الجيش، وما قاله مدحاً بالعماد جوزاف عون. ثمّ زيارته الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، مع ما لها من رمزيّة سنيّة.
لم يتوقّف الأمر هنا. يسعى دياب لـ “مدّ يده” على المواقع السنيّة في التعيينات، كما على منصب محافظ بيروت الأرثوذكسي، عبر دعم تعيين مستشارته بترا خوري، ليكون له موطئ قدم أساس في التركيبة البيروتيّة يزاحم عبرها سعد الحريري.
ولا يأتي الخطر على الحريري من حسان دياب فقط. يبدو شقيقه بهاء الدين كمن يترقّب الزمان والمكان المناسبين للإطلالة على المشهد اللبناني، وبصماته باتت واضحة، إن كان عبر وجوهٍ سنيّة يدعمها أو عبر حدث ١٤ شباط الماضي.
ويشكّل الدور الخفي والمعلن لبهاء الدين الحريري إحراجاً لشقيقه، خصوصاً في ظلّ علاقة ملتبسة تربط رئيس تيّار المستقبل بالسعوديّة، مع تسجيل رقمٍ قياسي في الفترة التي أمضاها بعيداً عن زيارات المملكة، وهو مؤشّر معبّر.
ونكمل السلسلة. رئيس المجلس النيابي نبيه بري عاتب على الحريري، منذ اختار الأخير الاستقالة. حزب الله، الذي كان يدعم بقاءه في رئاسة الحكومة، يوفّر مظلّة لدياب. العلاقة مع رئيس الجمهوريّة وباسيل كمثل جرّةٍ انكسرت. سمير جعجع لن يقدّم المزيد من التنازلات لحماية علاقة دفع أثماناً كبيرة لها…
من هنا، يعود سعد الحريري الى لبنان في مشهدٍ مختلف. هو يواجه خطر الانقضاض على زعامته. وخطر التجريد من الحلفاء. يُضرب من بعيد، ومن أهل البيت. على الساكن في بيت الوسط أن يحسبها جيّداً.
mtv