زمن التوقيفات والملاحقات يعود… فماذا سيتبعه؟
طبعت التوقيفات والملاحقات الأمنيّة، التي نشهدها اليوم بصورة كثيفة بحقّ الناشطين المعارضين، حقبات عدّة من تاريخ لبنان، منذ ما قبل الإستقلال إلى اليوم.
موقع mtv عرض مع أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية الدكتور عماد مراد هذه الحقبات، خصوصاً أنّها شكّلت مراحل مفصليّة في المشهد السياسيّ لبعض العهود:
-خلال الإنتداب الفرنسي، تمّت ملاحقة أصحاب الأفكار الإستقلاليّة، وتُوِّجَت الملاحقات باعتقال الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، والوزراء كميل شمعون، سليم تقلا وعادل عسيران، والنائب عبد الحميد كرامي.
-في عهد الرئيس بشارة الخوري، تمّ اعتقال عدد كبير جداً من المعارضين المدنيّين، المنضوين في المعارضة التي قادها شمعون والزعيم الدرزي كمال جنبلاط، بتهمة الإخلال بالأمن، وسقط الخوري نتيجة هذه الأحداث، ليُطلَق سراح الموقوفين بعد استقالته.
-حصلت اعتقالات في عهد شمعون، لكنّها لم تكن فاضحة، إلاّ أنّه تمّ اغتيال الصحافي المعارض للعهد نسيب المتني، المُقرَّب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، واتُّهم عهد شمعون بارتكاب هذا الإغتيال، واندلعت على أساسها فتنة العام 1958.
-في عهد الرئيس اللواء فؤاد شهاب، وقعت اعتقالات كثيرة من قبل المكتب الثاني، رغم النجاح الهائل الذي اتّسم به العهد، حيث استخدم الجيش صلاحيّات المخابرات لاعتقال المعارضين في مختلف المناطق اللبنانية، حيث تصرّف المكتب الثاني بهذه الإجراءات من دون معرفة شهاب، علماً أنّ عهده شهد محاولة إنقلاب من قبل الحزب السوري القومي الإجتماعي وتمّ فضحها ليصار الى اعتقال عدد كبير من الأشخاص والرموز أبرزهم عبدالله سعاده، أسد الأشقر، فؤاد عوَض، وشوقي خيرالله، وطُرد عدد من الضباط التابعين لـ”القومي” من الجيش. كما اغتيل في عهد شهاب النائب نعيم مغبغب المؤيّد لشمعون، واتُّهم العهد بهذا الإغتيال.
-في عهد الرئيس الياس الهراوي، حصلت اعتقالات بموجب مذكّرات قضائيّة بتوقيف الشبان المعارضين لـ”اتفاق الطائف”، وللإحتلال السوري.
-في عهد الرئيس العماد إميل لحود، لاحقت السلطة الأمنيّة المعارضين، خصوصاً المقرَّبين من رئيس الحكومة رفيق الحريري.
-أمّا في عهد الرئيس العماد ميشال سليمان، فلم يحصل أيّ اعتقال، باستثناء توقيف الشاب جان عاصي الذي شتم سليمان عبر حسابه على “تويتر” بعبارات نابية، إلاّ أنّ الشاب عاصي اعتذر من سليمان وعاد عن تغريداته وسرعان ما تمّ إخلاء سبيله.
التوقيفات والملاحقات تعود اليوم لتذكّرنا بحقبات سابقة… فماذا سيتبع هذه المرحلة؟
mtv
