جوزف غرة الصناعي المظلوم الذي تأمرت عليه حكومته…
كتب نقولا أبو فيصل*
إذا كان غِناهُم مالا تكدّس في الجيوب والبنوك فأنت بالمحبة تغتني .
روى لي صديق ، وهو بالطبع موضع ثقة عندي، أنه وفِي زيارة لرئيس حكومة لبنان آنذاك الاستاذ فؤاد السنيورة قام رئيس غرفة التجارة في زحلة الاستاذ ادمون جريصاتي بمصارحته أن مصانع يونيسراميك معرضة للاقفال في حال استمرت مصر بتصدير السيراميك الى لبنان حسب الاتفاقية التجارية الموقعة معها وبأسعار اقل من كلفة انتاجه في لبنان ولن يصمد الصناعي جوزف غرة الذي كان في الاجتماع معهم سوى أشهر قليلة ،فبادر الرئيس السنيورة الى الاجابة :تريدني ان أرضي جوزف غرة وتزعل مصر ،روحوا دبروا حالكم”.
جوزيف غرة ردد مرارًا انه “لو كان الرئيس رفيق الحريري ما زال حيا لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه من اقفال واشهار افلاس ،وتمنى أن يعيد الرئيس سعد الحريري النظر بفرض رسم نوعي على البضاعة المستوردة كي لا تعلن شركات اخرى افلاسها في لبنان”.
بيئة الأعمال في لبنان لا تزال طاردة للمصانع والمستثمرين ، حتى ان آلاف المستثمرين السوريين لم تجد مكاناً لهم في لبنان فإختارت الأردن ومصر. وكأن الصناعة اللبنانية تسير في حقل ألغام.
سنة 2000 الغت الحكومة اللبنانية الحماية عن الصناعة وبعد مراجعتي في الارشيف عن ردود الفعل الصادرة انذاك على قرار اعدام الصناعة اللبنانية، أتفاجأ بعدم وجود بيان واحد صادر عن مجلس ادارة جمعية الصناعيين اللبنانيين انذاك تستنكر الغاء الرسوم الجمركية الحمائية ،انما لفتني اعطاء حق استثمار معرض طرابلس هدية لصناعي نافذ في ذلك الوقت وكأن تدمير القطاعات الانتاجية مبرمجا منذ زمن .
في 17 حزيران من العام 2008 إحتفل الصناعيون بعيدهم السنوي: «يوم الصناعة اللبنانية» ولسان حالهم: عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ. للأسف، يومهم هذا كان بدون ابتهالات بزيادة الأرباح وتوسيع الاستثمارات، ولم يتضمن تصريحات حول زيادة قدراتهم التنافسية، ولم يتضمن أي إعلان عن فتح أسواق جديدة.بل كان أشبه بإحتفال تأبيني لفارس آخر يترجل هو مصنع يونيسراميك الذي إنضمّ إلى لائحة شهداء الصناعة الذين ناهز عددهم الخمسة الالاف مصنع لا يزال العديد منهم في ذاكرة اللبنانيين.
يونيسراميك كان من اكبر مصانع لبنان تداولت اسهمه في بورصة بيروت وقد ناهز عدد عماله 570 شخصا ،اقفل وهو الذي ساهم في تزيين مترو باريس بإحلى السيراميك صنع في لبنان .
جوزف غرة عين في العام 1991 رئيسا لبلدية زحلة حتى العام 1998.
هو واحد من أعمدة تجمع الصناعيين في البقاع ومؤسسيه ،
هو بطل من أبطال الصناعة اللبنانية الذي تأمرت عليه حكومته ،
فهل هناك متسع من الوقت لينتقم فيه جوزف غرة لنفسه او ينتقم له زملاؤه الصناعيون ام يستمر في تسليم امره لله ونردد معه ومع الصالحين :
“حسبي الله ونعم الوكيل ” .
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع ومدير عام مجموعة غاردينيا غران دور