بين اللبناني المظلوم والرسالة الآلهية …
بقلم نقولا ابو فيصل*
قد تكون قلوب بعض اللبنانيين اصبحت بعيدة من الله وبات الاهتمام اليومي للمواطن ينحصر في الاعتراض والتذمر من جلد الحكام له وذلك عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي فقط دون أخذ استراحة وتساؤل عن الرسالة الإلهيّة التي تحملها له هذه التجارب اليومية …وبات من الضروري أن نسعَى لمعرفة ملابسات ما وصل اليه شعب لبنان من فقر ومستقبل مجهول على يد هؤلاء الجلادين الذين لا يعرفون الله ،كما انه بات واجباً المطالبة بمعرفة حقيقة ما يجري من احداث يومية بدءا من حرائق الجبال في العام 2019 الى حرائق قلوب اللبنانيين على اموالهم وجنى العمر، والسؤال: هل لنا أن نستوعب الرسالة الإلهية وان نركع ونصلي ونتضرع الى الله أن يُحول ما يحدث لنا الى معاني تقود حياتنا نحوه بقوّة أكبر ؟ .
عندما قتل هيرودس يعقوب بالسيف، ووضع بطرس في السجن استعدادًا لملاقاة المصير نفسه، اجتمع ابناء الكنيسة وصَلَّوا (أع12: 1-5). وبالصلاة صارت قلوبهم فوق حيث أَمكنها أن تستوعب ما حدث، وتلقت قوّة ودفعاً أكبر لإعلان ملكوت الله مهّما كلّفها الأمر ، لذا فان المواطن اللبناني ومع ما تبقى لديه من إيمان بأن الله لن يتخلى عنه يجب عليه ان يستقبل ما يحل عليه من مصائب يومية بثبات وقناعة فهي سوف تزيده قوة ، وما هي الا تجربة وامتحان من الله ، على أن ارتفاع قلبه مع ارتفاع تلك الأرواح التي يموت اصحابها على ارض الوطن قهرًا وذلًا كل يوم سوف تجعله يرى في كل ذلك الرواية الخلاصيّة التي تحياها الكنيسة
نعم يبدو أن قدر اللبناني هو المزيد من الآلام لكن يجب عليه ان يردَّد في قلبه دوماً “المسيح قام“، فلا يكون للموت سلطانٌ عليه ليرهبه لان قلبه دائمًا مرتفعًا إلى العلى، والقيامة آتية لا محال.
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء ٣