بين الثقة في النفس وتقدير الذات البشرية ..
كتب نقولا ابو فيصل*
منذ سنوات طويلة والمواطن اللبناني يمر في ظروف صعبة وقاسية جداً تؤثر في نمط حياته وتنعكس على نظرته الشخصية لذاته ومدى ثقته في نفسه وإدراكه لقيمته الذاتية ،ولكن لماذا نراه يشكك في قدراته وفي كل عمل يقوم به ؟ ولماذا يتفاصح في إطلاق أحكام على ذاته ؟ مثل أنا غير واثق من نفسي ، أنا لدي مشكلة في تقديري لذاتي؟ مع أن هذا الأمر قد يكون لا أساس له من الصحة لان إيمانه المطلق بقيمته تجعله قادرًا على تجاوز مشاكله وعدم الوقوع في الخطأ وربط هويته وكينونته بانجازاته لأنه في هذه الحالة يعرض نفسه للضياع وخسارة انجازاته….
وحسب اعتقاد العلماء فان بناء الثقة في النفس مسألة ليست شائكة ويتطلب تشجيعها كلمات إيجابية رغم أن الشعور بالخوف يلازم اي قرار لدخول تجارب جديدة وهذا شعور طبيعي إذا تم مواجهته بشجاعة وحسب خبرتي هو خوف مطلوب لأنه يحميك من اتخاذ إجراء أو خطوة لا تكون مستعداً لها ، اما فيما يتعلق بتقدير الذات فقد يكون لديك مستوى عال من الثقة بالنفس، ولكن تقديرك لذاتك يبقى منخفضًا .مثال ذلك المشاهير الذين تجدهم ناجحين جدا ، ولديهم ثقة كبيرة في التمثيل أو الغناء أمام آلاف الجماهير ومع ذلك نرى العديد منهم يموتون إنتحاراً ، ومن هنا يجب الفصل بين كون الشخص فاشلًا وبين خسارته شوطاً واحدًا من مباراته في الحياة.
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء ٣