بين العشارين القدامى والجدد …
كتب نقولا أبو فيصل*
ما الذي نقوله لكم يا حكام لبنان ؟
يا ورثة العشارين واللاويبن ! بعدما أصابتكم لوثة الفساد واعترتكم معاصي الدنيا قاطبة وبكل موبقاتها.
تاريخيا جاءت كلمة عشّار من كلمة عِشْر، وتأدية العِشر مذكورة في العهد القديم وهي أن يقدّم الإنسان عشرة في المئة من كلّ ما يجنيه من مال
أو غلال (اللاويين ٣٠:٢٧).
والعشّارون القدامى لم يحترموا الشريعة ولا طبّقوها وكانوا يجبون الضرائب المفروضة من السلطات الرومانيّة على الشعب اليهودي، وكانوا ظالمين عديمي الرحمة، يأخذون أكثر ما يستحقون ، لذا كانوا يجنون أرباحًا طائلة مِن وظيفتهم هذه ويستغلون وظائفهم تماما كما يفعل حكامنا اليوم الذين يذبحون الناس بدم بارد لكسب المزيد.
العشارون القدامى كما العشارون الجدد اليوم قابلهم كره واحتقار كبير من قبل الشعب بخاصة أنّهم مثلوا الاحتلال الروماني وكانوا يعتبرونهم خونة، حتّى أنّ معلّمي الشريعة وضعوا العشّارين واللصوص في الخانة نفسها وقد ذُكروا في الإنجيل هكذا (متى ١٠:٩)(مرقس١٥:٢)
(لوقا ٢٩:٥).
في الكتاب المقدس ضرب الرب يسوع المثل بالعشارين لسوء سمعتهم وذلك في عظة الجبل قائلا :
”أَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ،
فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ
أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟”
(متى ٤٦:٥).
حتى أنه تكلّم عن ثلاثة عشارين أعلنوا التوبة الى الله رغم كل افعالهم .
١- لاوي العشّار الذي ترك كل شيء وتبعه وأصبح متى الإنجيليّ (لوقا٢٧:٥-٢٨).
٢- العشّار الذي نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا (لوقا١٨:١٠).
٣- زكا رئيس العشّارين (لوقا ٢:١٩).
حين قال :
ليأتِ الكهنة إلى ذاك الذي صار رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق.
ليأتِ العبيد إلى ذاك الذي أخذ صورة عبد حتى يحررهم من العبودية.
ليأتِ صيادوا الأسماك إلى ذاك الذي اختار من بينهم تلاميذه.
ليأتِ العشارون إلى ذاك الذي اختار منهم متى الإنجيلي.
هل يفعلها ملك المجد مع حكام لبنان ويتوبون كما فعل مع العشاربن والزناة الذين اصطادهم الواحد تلو الاخر او كما فعل مع المرأة الشريرة التي كانت فخًا للرجال وصارت مثلًا للنساء العفيفات او كما فعل مع شجرة التين المجدبة
التي رفضت أن تثمر؟
المعركة صعبة مع حكام لبنان
لكن لا شيئ عند الله مستحيل
وهو قادر على كل شيئ
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع ، ومدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية في لبنان وأرمينيا.
